السياسة

المدنيون الفلسطينيون يعيشون أوضاعاً كارثية.. «الضغط على إسرائيل» ينقذ خطة ترمب في غزة

البلاد (غزة)
تتزايد المخاوف من انهيار خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب للسلام في غزة، مع استمرار الغارات الإسرائيلية المكثفة على القطاع، رغم إعلان تل أبيب التزامها باتفاق وقف إطلاق النار.
وأفاد تقرير لمجلة ذا ناشيونال إنترست الأمريكية بأن انتهاكات إسرائيل للهدنة، تهدد بتقويض الاتفاق الذي روجت له واشنطن، معتبرة أن “أي اتفاق يسمح لطرف بانتهاك بنوده كما يشاء ليس سوى حبر على ورق”. ودعا التقرير إدارة ترمب إلى ممارسة ضغط فعلي على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإنقاذ خطتها للسلام
وأوضح التقرير أن إسرائيل تواصل تقييد تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة، وتنفذ غارات جوية متكررة استناداً إلى تقارير غير مؤكدة عن هجمات لحركة حماس، ما أسفر عن مقتل أكثر من 100 شخص بينهم عشرات الأطفال، في وقت ترفض فيه فتح معابر إضافية لتسهيل وصول الإغاثة إلى المدنيين.
وأشار الموقع إلى أن الفارق في ميزان القوة بين إسرائيل وحماس، إضافة إلى نفوذ الولايات المتحدة على تل أبيب، يمثل العامل الأهم في مستقبل الاتفاق، لافتاً إلى أن الغارات الأخيرة “تُبطل عملياً فكرة وجود وقف إطلاق نار حقيقي في غزة”.
وفي تحليل موسّع، شبّهت المجلة الوضع الراهن بـ”وقف إطلاق النار” بين إسرائيل وحزب الله في لبنان، حيث تستمر تل أبيب في القصف رغم الاتفاق، مؤكدة أن السياسات الإسرائيلية الحالية تأتي بنتائج عكسية، لأنها تمنح الجماعات المسلحة المبرر للاستمرار تحت شعار “مقاومة الاحتلال”.
وأضاف التقرير أن المدنيين الفلسطينيين يعيشون أوضاعاً كارثية في ظل انعدام الأمن الغذائي وتدمير البنية التحتية، مع تصاعد التوتر بين فصائل المقاومة والمليشيات المحلية.
وتحت عنوان “الضغط المستمر”، أوضح التقرير أن خطة ترامب المؤلفة من 20 بنداً تمنح إسرائيل السيطرة على نحو 53% من أراضي غزة، مع انسحاب غامض مشروط بنزع سلاح حماس يشمل فقط 8% من المساحة ضمن ما يُسمى “المنطقة العازلة”. كما تتحدث الخطة عن إعادة إعمار المناطق الخاضعة لسيطرة إسرائيل، في إعادة صياغة لما كان يُعرف سابقاً بـ”المناطق الإنسانية”.
وحذرت المجلة من أن تسامح واشنطن مع الخروقات الإسرائيلية قد يؤدي إلى “تدمير الإطار المفترض للسلام”، داعية الإدارة الأمريكية إلى محاسبة جميع الأطراف على الانتهاكات، وممارسة ضغط سياسي مباشر على إسرائيل للحفاظ على ما تبقّى من اتفاق وقف النار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *