البلاد (طهران)
جددت إيران تحذيراتها من احتمال تعرضها لهجوم عسكري أميركي جديد، فيما أكدت استمرار موقفها من ضرورة أخذ التجارب السابقة بعين الاعتبار في أي مفاوضات مستقبلية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، خلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي أمس (الثلاثاء): “إن احتمال تعرض البلاد لهجوم عسكري أمريكي قائم في أي وقت، ملمحاً إلى أن تجارب طهران السابقة مع واشنطن — ولا سيما الهجوم العسكري الذي طال أراضيها في يونيو الماضي — تجعل من الواجب البقاء في حالة استعداد دائم. وأضاف أن “الإجراءات الأمريكية المخالفة للقانون الدولي ضد إيران لها سوابق كثيرة، وكانوا دائماً يعلنون أن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة. لذلك يجب البقاء في حال استعداد دائم”.
وأكد المتحدث أن هذا التاريخ العملياتي والقانوني يجب أن يؤخذ في الاعتبار «خلال أي مفاوضات مستقبلية مع الجانب الأمريكي، في إشارة إلى أن طهران لن تدخل مفاوضات دون احتساب ما وصفه بسجل واشنطن في التعامل مع طهران.
أما بالنسبة للعلاقة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فطمأن بقائي بأن طهران ستواصل التعاون مع الوكالة، وفق معاهدة حظر الانتشار واتفاق الضمانات وبما يتماشى مع قرار البرلمان الإيراني. ويشير هذا التأكيد إلى موقف طهران الداعم لشكل من التعاون الذي يلتزم بالإطار القانوني الوطني والدولي الذي حدده المجلس التشريعي الإيراني.
وتأتي تصريحات طهران بعد سلسلة من الأحداث التي شهدتها المنطقة في يونيو الماضي، عندما اندلعت حرب استمرت 12 يوماً عقب غارات إسرائيلية استهدفت مواقع عسكرية ونووية داخل وخارج المنطقة، وتخللتها، وفق تقارير إيرانية، ضربات أمريكية على منشآت نووية في الداخل الإيراني. وردّت طهران بإطلاق صواريخ وطائرات مسيرة على أهداف داخل إسرائيل. وفي أعقاب هذه التطورات علّقت طهران في يوليو 2025 تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، متهمة الوكالة بـ”عدم إدانة الغارات الإسرائيلي” وتحميلها جزءاً من مسؤولية الهجوم المفاجئ على منشآتها النووية.
وتشير بيانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى أن إيران تخصّب اليورانيوم حتى مستويات تصل إلى 60%، وهي نسبة تقترب تقنياً من مستوى 90% المطلوب عادة لإنتاج سلاح نووي، وفق المعايير الفنية للوكالة. هذا الواقع يبقي الملف النووي الإيراني في مقدمة المخاوف الدولية ويعقّد أي مسار تفاوضي أو دبلوماسي مع طهران.
طهران تعيد التأكيد على تعاون مشروط مع «الذرية»
