السياسة

الحوثيون يواصلون اختطاف الموظفين الأمميين

البلاد (صنعاء)
تصاعدت التوترات في اليمن، بعد أن اقتحمت جماعة الحوثي مقرين للأمم المتحدة في صنعاء، هما مكتب المبعوث الأممي ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، واعتقلت عدداً من الموظفين المحليين، في أحدث حلقة من مسلسل الانتهاكات ضد العاملين في الوكالات الأممية.
وقالت مصادر محلية لموقع “نيوز يمن”: إن الحوثيين داهموا المكاتب، واعتقلوا موظفين بعد حملة مداهمات سابقة طالت العشرات من العاملين في وكالات الأمم المتحدة، ما أثار مخاوف واسعة حول سلامة موظفي المنظمة الدولية وقدرة الأمم المتحدة على حماية فريقها على الأرض.
يأتي هذا التصعيد بعد يوم واحد فقط من إعلان الأمم المتحدة تعيين الدبلوماسي الفلسطيني معين شريم لقيادة جهود الإفراج عن الموظفين المختطفين لدى الحوثيين، خطوة وصفها مراقبون سياسيون بأنها”اختبار مبكر لجدية المنظمة في مواجهة التعنت الحوثي”. ورأت مصادر حقوقية أن الاقتحام الأخير يمثل تحدياً مباشراً لمصداقية الأمم المتحدة ويشكل مساساً بهيبتها.
وأكد الناشط الحقوقي رياض الدبعي أن”هذا التصعيد يؤكد أن تعيينات الأمم المتحدة ليست سوى حلول شكلية”، مضيفاً أن”المشكلة أعمق من مجرد مبعوث أو وسيط، فالحوثيون لا يعترفون بأي التزامات دولية ولا يحترمون الأمم المتحدة نفسها”.
وبحسب بيانات رسمية، ارتفع عدد الموظفين الأمميين المختطفين خلال اليومين الماضيين إلى نحو 60 موظفاً، معظمهم من اليمنيين العاملين في وكالات الإغاثة والتنمية، في حين أعلنت المنظمة الدولية أنها ستعيد تقييم أسلوب عملها في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، لضمان سلامة موظفيها ومنع تكرار هذه الانتهاكات.
ويأتي هذا التطور في سياق تصاعد التوترات بعد تصريحات لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، الذي اتهم مؤسسات أممية؛ منها برنامج الأغذية العالمي واليونيسف، بالقيام بـ”أنشطة تجسس وعدوان على اليمن”، في خطاب يعكس توجه الجماعة نحو شيطنة العمل الإنساني وتوظيفه سياسياً، مما يزيد من المخاطر التي تواجه العاملين في المجال الإنساني داخل البلاد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *