السياسة

بعد اشتباكات مسلحة تهز المدينة.. حكومة الدبيبة تتحرك لاحتواء التوتر في مصراتة

البلاد (طرابلس)
تشهد مدينة مصراتة، إحدى أكثر المدن تأثيرًا في المشهد العسكري والسياسي غرب ليبيا، توترًا متصاعدًا بعد اندلاع اشتباكات دامية بين مجموعات مسلّحة تابعة لحكومة الوحدة الوطنية، ما دفع السلطات إلى اتخاذ إجراءات صارمة لفرض النظام ومنع انفلات أمني أوسع.
فقد اندلعت المواجهات في منطقة السكت جنوب مصراتة، بين “قوة العمليات المشتركة” و”الكتيبة 24 مشاة” ومجموعات مرتبطة بها، في نزاع على مناطق الانتشار والسيطرة على المربعات الأمنية داخل المدينة. وأسفرت هذه الاشتباكات عن سقوط جرحى وتوقف حركة الطيران عبر مطار مصراتة الدولي مؤقتًا، ما أثار قلق السكان وأعاد إلى الأذهان مخاوف من عودة الاقتتال الداخلي.
وفي محاولة لاحتواء الوضع، أصدرت وزارة الدفاع في حكومة الوحدة الوطنية أوامر تمنع تحرّك عناصر “الكتيبة 24 مشاة” خارج مقراتها، مؤكدة فتح تحقيق فوري بإشراف المدعي العام العسكري لتحديد المسؤوليات ومحاسبة المتسببين في الاشتباكات.
وجاء في بيان الوزارة أن “هيبة المؤسسة العسكرية خط أحمر”، وأن أي خرق للأوامر سيُواجه بإجراءات رادعة، في إشارة واضحة إلى نية الحكومة فرض الانضباط داخل التشكيلات المسلحة التي يفترض أنها تعمل تحت سلطتها.
ويكشف هذا التطور عن تحديات كبيرة تواجه حكومة عبد الحميد الدبيبة في فرض سيطرتها على المجموعات المسلحة الموالية لها، وسط انتقادات تلاحقها بشأن ضعف نفوذ الدولة أمام تنامي قوة الميليشيات.
وتعدّ مصراتة مركز نفوذ أساسي للدبيبة وحاضنة عدد من أبرز التشكيلات المساندة له، ما يجعل أي انفلات أمني داخلها تهديدًا مباشرًا لاستقرار التحالفات التي يعتمد عليها في غرب ليبيا في ظل استمرار الانقسام السياسي بين حكومتين متنازعتين على الشرعية.
ويرى مراقبون أن استمرار الاحتقان بين المجموعات المسلحة داخل مصراتة قد يفتح الباب أمام صدامات أوسع نطاقًا، ما قد يهدد جهود التهدئة المتعثرة ويدفع البلاد مجددًا نحو دائرة الصراع الداخلي، في وقت تتواصل فيه الاتصالات الدولية للدفع نحو مسار سياسي ينهي الانقسام ويعيد توحيد مؤسسات الدولة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *