* بالطبع، لم يكن يخطر على بال العالم العربي المفخرة الحسن بن الهيثم صاحب نظريتي (التصوير، والرؤية) أنه سيأتي يوما يلعن فيه بعض الناس سنسفيل (فتوحات فيزيائية) غيّرت مسار الحياة و(معاني الحياء)..!!
* تطورت أفكار (ابن الهيثم)، وصولاً إلى إكمال ما بدأه في تجاربه المتجاوزة مستعينًا بمصباحه الشهير حتى اخترع (لويس داجير) الكاميرا التي باتت سلاحًا فتاكًا يهدد كثير من الأسر العربية اليوم في زمن (جرأة التصوير، وسوء الاستخدام، وسرعة التحميل)..!!
* لكل اختراع فوائده التي لا تحصى على البشرية، إلا أن سوء النوايا ورداءة الاستخدام يقود إلى (زيادة) نسبة المخاوف في زمن (تتقلص) فيه رقعة الأخلاق..!!
* والكاميرا المحمولة عبر الموبايل في كل جيب باتت خطراً يهدد الجميع..!!
* (المنطق) يتطلب تجفيف منابع الأزمات باجتثاث المشكلات من جذورها، فالأجدر بك أن تدعو لمكارم الأخلاق بدلًا عن صم أذان الناس صراخًا؛ بغية رفع نسبة الحذر، لأنك بهذه الطريقة تختبئ من الكارثة بينما يحاصرك الطوفان والخطر ..!!
* (الواقع) يقول: إن المعطيات تشير لضرورة استخدام (الإجراءات الوقائية) طالما أنه من الصعب الأن السيطرة على (أمراض العصر الوبائية)..!!
* و(طاعون) هذه الأيام يتمثل في انفتاح شهية المجتمع للتوثيق (صور ثابتة، وفيديوهات) لكل لحظة حتى ولو كانت (موغلة في الخصوصية) وغير مصدق لها (شرعيًا وأخلاقيًا واجتماعيًا وقانونيًا)..!!
* وسماحة ديننا الحنيف تجعل من كل معصية نرتكبها ابتلاء، وتسألنا (الستر) الذي نحن أحوج إليه في مثل هذه الأوضاع؛ حتى يكرمنا المولى- سبحانه وتعالى- بالتوبة ولو بعد حين..!!
* ومئات الفيديوهات المتجاوزة لشباب تنتشر بسرعة الضوء الذي خرجت أشعته من العين لتسد فضاء (السوشال ميديا)، فبعد التصوير في (لحظة طيش) للفرجة الخاصة سرعان ما يتسرب الفيديو والصور، ويتم تبادلها كرسائل..!!
* تتناقل أجهزة الموبايل وبعض المواقع أحيانًا (فيديوهات وصور) لشباب وشابات في أوضاع تدفع الأسر، التي ينتمون إليها لدفن وجوههم بين جدران منازلهم خجلاً، ليعاقب أبطال تلك المشاهد أبرياء من أقاربهم واصهارهم لاذنب لهم سوى صلة الرحم -التي لم يختاروها- والنسب -الذي حتما عضوا أصابع الندم عليه – وإن كان من ارتبطوا بهم أو بهن لا علاقة لها بتلك الفضائح من قريب أو بعيد..!!
* لا أحد يدعو لمخاصمة مكارم الأخلاق، ولكن إن بليتوا (فاحذروا كاميرات الموبايلات) حتى لا تنهار كثير من جدران المنازل على قاطنيها، وتصاحب الفضيحة ساكنيها..!!
* إلي حين إنصلاح حالك، وحال أناس لا يعرفون معنى الستر البتة، ولا يبخلون على شبكات التواصل بإرسال واستقبال كل فيديو متجاوز، فعليك أن تسعي لتأمين موقعك من الكاميرات في حالة أي ابتلاء بكامل الحرص وكل الصد، وتحمل النتيجة الكارثية إن أخذتك (نشوة التوثيق الزائدة عن الحد)..!!
* على كل رب أسرة أن يحذر عيون العدسات الوقحة أثناء تجواله، وينبغي لكل فتاة تهمها سمعتها وأسرتها الابتعاد عن مربع التصوير حتى فى الجلسات الخاصة، التي تجمعها بأقرب صديقاتها طالما أن ما ترتديه من ملابس للصورة تخجل من الخروج به للشارع، فالصور باتت تخرج للفضاء قبل أن يمسك أصحابها بمقابض الأبواب للخروج.
نفس أخير
* احترس .. أمامك كاميرا!
haythamcapo77@gmail.com