مقالات الكتاب

بطاقة الأولوية لم تعد أولوية !!

بدايةًً كلمة حق تقال في حق وزارة الصحة في بلادنا الحبيبة، وما تبذله من جهود واضحة للارتقاء بمستوى الرعاية الصحية بجميع جوانبها، وعلى مستوى جميع شرائح المستفيدين من هذه الخدمات، وهذا بفضل الله- عز وجل- ثم بفضل الدعم الكبير الذي توليه الدولة- حفظها الله- للقطاع الصحي وكذلك الشؤون الصحية بالطائف وهذا واجبهم!! وواجبنا التقدير مع إبداء الرأي، ومن هنا نطرح ملاحظات قصور على بعض المستشفيات مؤثرة جداً على جودة الخدمة، ولن أتمكن من حصرها هنا لكن نكتفي بطرح بعضها، والتي أرى تصدرها؛ وهي قلة الأطباء في الأقسام التي لا تحتمل طول الانتظار، وإرهاق المريض فوق تعبه بمعاناة نفسية يتكبدها؛ جراء انتظاره الطويل عند أبواب العيادات، وحسب ملاحظاتي وزياراتي وما أشاهده من تضجر المراجعين وازدحامهم، وبالذات مثلاً عند عيادات (القلب والعظام) في مستشفى الملك عبد العزيز في الطائف!! حقيقةً قسم القلب دائماً مزدحم، ويستمر دخول المرضى إليه من الصباح حتى بعد العصر أو قبله بقليل أو ربما بعده!! والعجيب أنه لم تعد لبطاقة (الأولوية) أهمية؛ فمعظم مراجعي القلب يحملون هذه البطاقة التي أهدتهم إياها الصحة، لكنها أصبحت مع وقف التنفيذ!! ولأن وزارة الصحة حريصة على صحة المواطن وراحته وسلامة – نفسه وعقله وقلبه – (فطول الانتظار يرفع الضغط) فلابد من النظر في قسم القلب وعياداته وعدد الأطباء فيه، فكم من- متذمرين ومتعبين- يقفون عند هذه العيادات!! لا ننكر أن هناك تنظيمًا واهتمامًا، لكن المتوفر لا يناسب الطلب عليه، وهذا يتنافى مع الجودة كما يتنافى مع طموح الوطن والمواطن، ويؤثر على التنظيم مهما بلغ!! الصحة هي (الأهم والمهم) في خدمة المواطن الذي يريد أن يدخل المستشفى ويخرج بجهد قليل وراحة نفسية عالية ومعاناة معدومة!! حتى الأطباء هم بشر لهم طاقة محدودة، لا يتحملون الضغط الشديد، وانفعالات بعض المرضى وتجاوزهم، وكأنهم هم المسؤولون عن تأخرهم في حين أنهم لا حول لهم ولا قوة!!! لا شك أن هناك إحصاءات دقيقة لأعداد المرضى المراجعين للمستشفى يوميًا، وبدون أي شك أعداد هائلة!! فهل عند القائمين على المستشفى خطط تنظيمية وتطويرية مستمرة للأقسام المكتظة بالأعداد؟؟ سؤال مهم رغم أن إجابته أكيد نعم!! فماذا عملوا لحل المشكلة؟؟ ألا يرون أن (أمراض القلب) تحتاج لمركز مستقل، يضم عيادات عديدة وأقسام أشعة وتخطيط، وكل ما يلزم فحوصات القلب والعناية بمرضاه!! أحياناً أرى بعض الأشخاص بالزي الرسمي السعودي، ويبدو أنهم مسؤولون في الإدارة الصحية- كما تظهر ذلك الإشارات، يتجولون في المستشفى وأقول في نفسي أكيد هم يرصدون الوضع ،ويرون ما نرى!! لكن نجد بعد ذلك الوضع كما هو!! واعتقد هنا أن الدور منوط بوزارة الصحة نفسها؛ فالكل يعرف مدى اهتمام الشؤون الصحية بالطائف بالخدمات والرغبة في تطويرها والاجتهاد؛ من أجل ذلك، وإنما عدم تحقيق ما يطمح إليه المواطن في الخدمات الصحية والقصور الحاصل هو ضرورة حصول إمكانيات ذات قرارات أعلى من نطاق الطائف!! عدد سكان الطائف يفوق المليون ومئتي ألف تقريباً، ولا شك- أنه بحاجة لمستشفى جديد، كما أنه بحاجة لمركز متخصص في القلب!! العجيب أن عمليات القلب المفتوح- حسب علمي- غير موجودة في الطائف للأسف!! هل يرضي وزارة الصحة أن يدخل مراجع مريض للمستشفى الساعة الثامنة صباحاً، ويخرج بعد الظهر في بعض العيادات للضغط والكثرة!! هذا الوضع- للأسف- ما زال في الطائف سواء؛ في الملك عبد العزيز أو الملك فيصل!! المواعيد ذات الشهور!! مركز الأسنان وصعوبة مواعيده، التي قد تستمر بالسنة!! وبطاقة الأولوية لم تعد أولوية!! كل هذه الملاحظات الشاقة أثق تماماً أن لها حلولًا فورية لدى وزارة الصحة، وهي الوزارة التي نلاحظ اجتهادها وبذلها من أجل خدمة أكثر جودة وارتقاء. ونتمنى أن نرى قريباً جداً في مستشفياتنا ما يؤكد أن صحة المواطن وراحته تبقى أولوية، ودمتم. (اللهم زد بلادي عزاً ومجداً وزدني بها عشقاً وفخراً).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *