البلاد (القاهرة)
حذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس (الأحد)، من أن تصرفات إثيوبيا المتهورة على نهر النيل تمثل تهديداً مباشراً لمصالح دولتي المصب، مصر والسودان، مشدداً على رفض بلاده لأي إجراءات أحادية تتخذ دون تنسيق، وتهدد حقوق شعوب حوض النيل وتقوض العدالة والاستقرار الإقليمي.
جاء ذلك خلال افتتاح أسبوع القاهرة للمياه، حيث أكد السيسي أن إدارة سد النهضة بطريقة غير منضبطة وتدفقات المياه غير المنتظمة تسببت في أضرار جسيمة لمصر والسودان، محذراً من أن هذه الإجراءات تحتم على المجتمع الدولي والقارة الأفريقية اتخاذ موقف حازم لمواجهة التصرفات الإثيوبية.
وأوضح الرئيس أن مصر حرصت خلال أربعة عشر عاماً من التفاوض على اتباع مسار دبلوماسي متزن مع إثيوبيا، مقدماً بدائل فنية وقانونية تضمن التنمية العادلة لدول المنبع من دون الإضرار بمصالح دول المصب، إلا أن هذه الجهود قوبلت بتعنت إثيوبي، مدفوع بأسباب سياسية ضيقة.
وأضاف أن مصر تواجه تحديات وجودية في ملف المياه، حيث يعتمد أكثر من 100 مليون مصري على نهر النيل كمصدر رئيسي للمياه، ويصل نصيب الفرد السنوي من المياه إلى نحو 500 متر مكعب فقط، أي نصف خط الفقر المائي العالمي.
وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الري المصرية عن الإجراءات التي اتخذتها لمواجهة تدفقات المياه القادمة من السد الإثيوبي، بما في ذلك فتح مفيض توشكى لتعزيز قدرة التصريف ومواجهة أي طوارئ، خاصة بعد فيضانات السودان الأخيرة وارتفاع منسوب مياه النيل الذي أدى إلى إعلان حالة الطوارئ في 5 محافظات، بينها محافظة المنوفية التي شهدت غرق قرية دلهمو.
وأشار وزير الري الأسبق، الدكتور محمد نصر علام، إلى أن مصر قامت بصرف المياه عبر فتحات السد العالي بعد تدفق كميات كبيرة من السودان وإثيوبيا، ما نتج عنه تضرر حوالي 1000 فدان من الأراضي المنخفضة، فيما كشفت صور الأقمار الصناعية عن استمرار المخاوف من فيضانات محتملة.
وأكد السيسي على ضرورة وجود اتفاق قانوني وملزم لتنظيم تشغيل سد النهضة، يراعي مصالح جميع الأطراف، ويضمن تحقيق التوازن بين التنمية المستدامة لدول المنبع وحماية مصالح دول المصب.
أكد أنها تهدد مصالح مصر والسودان.. السيسي يحذر من تصرفات إثيوبيا على النيل
