المحليات

جلسة بمؤتمر «ليرن» تؤكد أهمية سرد القصص في تحقيق التحول الرقمي بالمملكة

البلاد (الرياض)

احتضن مؤتمر LEARN ضمن فعاليات اليوم الثالث لنسخته الثانية بمدينة محمد بن سلمان غير الربحية بالعاصمة الرياض، تحت شعار “رحلة التعلم”، جلسة حوارية بارزة بعنوان “رواية التغيير: لماذا يُعدّ سرد القصص أداة استراتيجية للتحول الرقمي من الداخل إلى الخارج؟”، واتفق نخبة الخبراء المشاركون في الجلسة على أن سرد القصص ليس مجرد فن، بل أداة استراتيجية محورية لتعميق التغيير المنشود في التعليم والمجتمع السعودي، وخصوصاً في ظل الطموحات الكبرى لـ “رؤية 2030″، وأكدوا أن القصص المبنية على الحقائق والمصممة بفعالية، والمقترنة بمهارة الاستماع الجيد ومشاركة الطلاب في التجارب الواقعية، تشكل قوة دافعة للتحول الرقمي وتنمية المهارات، مع التركيز على أهمية الصور المرئية في إيصال الفكرة وتحريك الوجدان.
وأوضح مايك بوند، المؤسس المشارك وشريك الاستراتيجية، أن القصص الشخصية للطلاب يجب أن ترتكز على الحقائق لخدمة عملية التغيير. وشدد على دورها في بناء الهوية، قائلًا: “لبناء وتأسيس هوية قوية، لا بد من العمل المشترك للاتفاق على القيم والمزايا التي يجب تجسيدها في هذه الهوية، وهذا يتطلب العمل على هيكل يساعد على تيسير العمل وتحقيق الأهداف”.
وأبرز بوند أهمية البعد البصري في إحداث التحول، قائلاً: “أشعر بإعجاب كبير في استخدام الصور المرئية في سرد القصص؛ فهي تُحدث تغييرًا كبيرًا. فالنتائج التي لا يمكن تصورها عقليًا، يمكن فهمها واستيعابها بسهولة عندما تُقدّم من خلال صورة بصرية، لتكون بمثابة مفتاح لتحريك الوجدان والخيال، وهو ما يجعلها تلعب دورًا محوريًا في تحقيق قصة التغيير”.
من جانبها أكدت الدكتورة هناء المويبد، المؤسس ونائب الرئيس للأبحاث بالمعهد العربي لتمكين المرأة، على أن الانطلاق نحو المستقبل يبدأ من القيم الراسخة، وقالت “نرى اليوم الكثير من الطموحات التي تحققت في واقع المملكة، ونسير بخطى ثابتة نحو مستهدفات رؤية 2030”.
ودعت المويبد إلى تفعيل دور الشباب في مسيرة التغيير، قائلة: “يجب أن نعمل على تشجيع طلابنا في السعودية لإنماء مهاراتهم والمشاركة الفعالة في إحداث التغيير، ليكونوا جزءًا أصيلًا من قصة التحول”، مؤكدة أهمية المهارات الأساسية للتواصل الفعّال، وبينت أن تحسين مهارة الاستماع أمر ضروري للتواصل مع الآخرين، وخصوصًا في السياق السعودي، حيث يمثل الاستماع للآخر قيمة تربوية واجتماعية أصيلة”. وأشارت إلى أن مشاركة الطلاب في الأحداث وخوض التجارب الواقعية ينمّي مهاراتهم المختلفة التي يحتاجها التحول.


من ناحيتها، أكدت جين ناش، المدربة الرئيسية والمديرة ببريطانيا، على العلاقة الجدلية بين السرد والتلقي، مشيرة إلى أن القصة هي أداة قوية للتغيير، ولكن لا يمكن لقصة أن تنتشر وتصبح واقعًا دون أن يستمع إليها أحد.
وفيما يخص دورها في التعليم، أوضحت أن القصص وسيلة مناسبة لتحفيز الطلاب، وأنها “قابلة لأن تتحول إلى واقع ملموس”، ودعت إلى تشجيع المشاركة في صياغة المستقبل، بقولها: “لكل من يرى أن هناك مستقبلاً جديراً بأن نخوضه، فعليه أن يحرص على المشاركة في قصته وسردها، فسرد القصص مهم جداً في حضاراتنا وفي واقعنا اليومي، وهي طريقة لفهم كيف يستمع الناس إلى بعضهم البعض”.
بدوره، شدد شكيل سعيد، الرئيس التنفيذي لشركة تدريس القابضة، على الأهمية القصوى للقصة في عملية التحول التعليمي، وقال: “رواية القصص في غاية الأهمية في عملية التحول، وتحقيق التغيير يتطلب منا أيضًا أن نحسن الاستماع”.
وأكد ضرورة تعديل المنهجيات التعليمية لتواكب متطلبات التغيير، قائلاً: “نحتاج أن نغير طريقة تعليم الطلاب بحيث تكون المشاركة في الأحداث المختلفة محورًا أساسيًا لتنمية مهاراتهم من خلال التجريب، ولذلك في مدرستنا نركز على مشاركة الطلاب كوسيلة لإحداث التغيير في المجتمع”.
وبيّن شكيل أنه من السهل جداً أن يساء فهمنا، ولكن التكرار يوضح وجهات نظرنا، ويصبح ذلك رائعاً لو سردناه في سياق قصصي، لذلك، نحاول أن نشجع الناس على خلق مساحة في حياتهم لممارسة التفكير والإبداع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *