مقالات الكتاب

الثقوب والعيوب !!

* النمو المضطرد عنوان كل مكان تطأه القدم وتصافحه العيون. العالم من حولنا يتطور بسرعة الإفلات، بينما نحن لا نزال نبحث عن حقنا في التنفس، وننتظر توفر أساسيات الحياة، في الوقت الذي تتعلق فيه الأنظار بمفاوضات شرم الشيخ غير المباشرة بين حركة حماس وإسرائيل؛ فغزة عاشت في الفترة الأخيرة أسوأ أيامها على مر التاريخ؛ لذا فإن تعلق آمال الكثيرين بنجاح الجهود الأمريكية لتحريك خطة الرئيس دونالد ترامب، التي تهدف إلى إنهاء القتال تتصدر قائمة الأمنيات رغم ما يحيط بالتفاوض من صعوبات وتعقيدات.
* دعونا من الحديث عن رفع سقف التوقعات بالوصول لسلام دائم، ولنرى ماذا سيفعل (الخباز الشاب) طالما أن الحياة مبنية علي القتال؛ بغية تحقيق الغايات، فعندما تتناسل العوائق، وتتحول العقبات الى كتلة متاريس متماسكة يبقى خيار اولي الإرادة فى القفز فوق أسلاك الحياة الشائكة!.
* ما بين الصراع من أجل محبوبة والقتال في سبيل وطن خيط من إدراك، ففى الوقت الذى تزداد فيه دقات أفئدة الموجودين بالقاعة مع ارتفاع (رتم) الموسيقى التصويرية إذا بالخباز الفلسطيني الشاب (عمر) يراوغ قناصة العدو الاسرائيلي؛ من أجل عيون امرأة بايعها سراً وعلانية؛ لتصبح حسه وإحساسه، ثم سرعان ما اكتشف أن مراوغة رصاص الجنود الإسرائيليين المتربصين في أبراج المراقبة الرابضة فوق الجدار العازل للقاء حبيبته (نادية)، ينبغي أن يدفعه للتفكير في تحرير وطن يصون حب أبنائه، ويضمن لهم لقاءات عاطفية آمنة قبل التفكير فى تأمين ممر يضعه ومحبوبته وجهاً لوجه، فلا قيمة لعلاقة عاطفية فى بلد منزوع الأمن والطمأنينة والحرية.
* تتزاحم الأسئلة الملغومة في خلفية الذهن، ويتسابق بعضها للقفز أمام العين، والفيلم الذي سبق أن اختارته إدارة مهرجان دبي السينمائي لافتتاح الدورة العاشرة يقطع شوطاً طويلاً في الأحداث والاحداثيات :
هل جاملت إدارة المهرجان وقتها طاقم فيلم (عمر)؛ أم أنه بالفعل كان يستحق حظوة الاستهلال ونيل شرف (قص شريط المهرجان) ؟؟.. من أين استمد المخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد وطاقم فيلمه جرأة الحديث عن إنتاجهم وأنفسهم وردود فعل عملهم، وكيف رسخت نبرات صوته في ذهنى، وهو يسخر في المؤتمر الصحافي الخاص بالفيلم من الغضب الإسرائيلي على (عمر) آنذاك، ويتساءل متهكماً : (هل كانوا يريدون مني إنتاج فيلم ضد الصومال)؟.
* مابين خيبة الأمل وتقلص مساحات التفاؤل للوضع الماساوي الذي يعيشه أهل غزة، ونجاح فيلم (عمر) في الضغط على الجرح الغائر بطريقة ذكية، في ظل موت مبكر لضمير الإنسانية، لا زلنا نحلم بنهاية حد لموت الأطفال وإسكات صوت المدافع والقصف المدمر ببزوغ شمس إرادة سلام حقيقية ..!!
* والإرادة وحدها تدفعنا هذه المرة لوقف نزيف الخواطر ونسيان قصة العودة لتذكر تفاصيل فيلم (عمر)؛ فتسارع وتيرة الأحداث على شاشة المشهد السياسي تدفع ترامب للبحث عن جائزة نوبل للسلام على إيقاع الضغط على اسرائيل، حتى توقع اتفاق سلام، قد لا يصمد طويلًا مع جنوح الاحتلال للتمدد، ولكنه قد يوقف نزيف غزة لشهور، ومن بعدها يعود التجني والموت والدمار والتشريد وتذوب الوعود وتختفي فعالية الأتفاقيات، وسرعان ما نبدأ سماع أعذار واهية تبرر لعودة الوحشية الإسرائيلية عبر أضعف السيناريوهات.
نفس أخير
* ولنردد خلف فاروق جويدة:
والآن ألعن كلَّ من شربوا دماء الأبرياء.. حتى الدموع تحجّرت بين المآقي صارت الأحزان خبز الأشقياء.

haythamcapo77@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *