السياسة

قمة أوروبية لمواجهة تهديدات موسكو.. مفاوضات روسية – أمريكية مرتقبة

البلاد (موسكو، واشنطن)
وسط أجواء من التوتر المتصاعد في الساحة الدولية، أكّد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن الجولة الثالثة من المفاوضات الروسية – الأمريكية بشأن القضايا الخلافية في العلاقات بين البلدين ستُعقد بالتأكيد قبل نهاية فصل الخريف، مشيراً إلى أن الموعد لم يُحدد بعد وجميع التفاصيل لا تزال قيد النقاش.
وتأتي هذه الجولة في إطار سلسلة محادثات بدأت في 27 فبراير و10 أبريل الماضيين في إسطنبول، هدفت إلى تطبيع عمل السفارتين الروسية والأميركية ومناقشة سبل تجاوز نقاط التوتر بين موسكو وواشنطن. وقد ترأس الوفد الروسي السفير لدى واشنطن ألكسندر دارشيف، بينما ترأست الوفد الأمريكي نائبة مساعد وزير الخارجية للشؤون الأوروبية والأوراسية، سوناتا كولتر. واستمرت الجولة الأولى لأكثر من ست ساعات، في حين امتدت الجولة الثانية خمس ساعات ونصف، وسط غياب الإعلام عن هذه الاجتماعات التي عُقدت خلف أبواب مغلقة.
تأتي هذه المفاوضات بعد توتر العلاقات بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين على خلفية الحرب في أوكرانيا، حيث أعرب ترامب عن امتعاضه من العراقيل التي حالت دون جلوس الجانبين الروسي والأوكراني على طاولة المفاوضات، ملوحاً بفرض عقوبات جديدة على موسكو.
وفي وقتٍ متزامن، انطلقت في كوبنهاغن قمة لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي، بمشاركة رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، التي أكدت على رفض التكتل السماح لموسكو بزرع “الشقاق والقلق في مجتمعاتنا”. وأشارت فون دير لاين إلى وقوع اختراقات للمجال الجوي في بولندا وإستونيا بواسطة مسيّرات مجهولة المصدر، موضحة أن روسيا تسعى لاختبار الدول الأوروبية وزرع التوتر داخلياً.
وشهدت القمة تعزيزات أمنية مشددة، بما في ذلك نشر آلاف عناصر الشرطة وحظر المسيّرات المدنية، إلى جانب إرسال تقنيات ومتخصصين من حلف شمال الأطلسي والدول المجاورة لتعزيز الدفاعات. كما يبحث وزراء دفاع دول الاتحاد، معظمها على طول الجناح الشرقي، إنشاء نظام متكامل لرصد وإسقاط الطائرات المسيّرة، مستفيدين من الخبرة الحربية لأوكرانيا، التي سيشارك رئيسها فولوديمير زيلينسكي في اجتماع المجموعة السياسية الأوروبية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *