استهدفت منشآت عسكرية وبنى تحتية حيوية.. موسكو تشن أضخم ضرباتها على أوكرانيا

البلاد (موسكو)
شهدت أوكرانيا ليلة دامية بعد إعلان وزارة الدفاع الروسية تنفيذ”ضربة ضخمة” استهدفت منشآت عسكرية وبنى تحتية حيوية، من بينها مطارات وقواعد بحرية، في هجوم وُصف بأنه من أعنف الهجمات منذ بدء الحرب.
وقالت الوزارة في بيان رسمي:” إن العملية نُفذت عبر أسلحة جوية وبحرية بعيدة المدى عالية الدقة” إضافة إلى طائرات مسيّرة. وأوضحت أن الأهداف شملت منشآت تابعة للمجمّع الصناعي العسكري الأوكراني، وبنى تحتية في مطارات عسكرية، فضلاً عن محطات نقل فرعية على شبكة السكك الحديدية في دونباس. كما تم استهداف مواقع تمركز مؤقتة للقوات الأوكرانية في أكثر من 147 منطقة.
إلى جانب ذلك، أعلن منسق مجموعات العمل الموالية لروسيا في مقاطعة نيكولاييف، سيرجي ليبيديف، أن الضربات طالت مستودعات للأسلحة ومنظومات دفاع جوي في كييف وضواحيها، إضافة إلى مواقع في دنيبروبتروفسك وأوديسا. كما أكد أن القاعدة الرئيسية للبحرية الأوكرانية في أوتشاكوف تعرّضت لهجمات مركزة أدت إلى تدمير أهداف إستراتيجية.
من الجانب الأوكراني، أفادت السلطات بمقتل ما لا يقل عن 4 أشخاص وإصابة العشرات، فيما أشارت تقارير لاحقة إلى سقوط ثلاثة قتلى آخرين في هجمات متفرقة. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي:” إن روسيا أطلقت نحو 500 مسيّرة، وأكثر من 40 صاروخاً” خلال ساعات الليل، واصفاً الهجوم بأنه”إرهاب منظم يستهدف المدنيين”.
الإنذارات من الغارات الجوية دوت في معظم أنحاء البلاد، فيما احتمى آلاف السكان بمحطات المترو تحت الأرض. رئيس بلدية كييف، فيتالي كليتشكو، دعا المواطنين إلى التزام الملاجئ، مؤكداً أن المدينة تعرّضت لـ”هجوم ضخم”.
تزامناً مع الضربات، أعلنت بولندا إغلاق المجال الجوي قرب مدينتي لوبلين وزيسوف، ودفعت بمقاتلاتها العسكرية لمراقبة الأجواء، في خطوة وصفتها بأنها “إجراءات وقائية لحماية المواطنين”. كما وضعت أنظمة الدفاع الجوي في حالة تأهب قصوى تحسباً لأي اختراق.
أما وزير الخارجية الأوكراني أندري سيبيغا، فاتهم موسكو بمحاولة”تدمير المدن الأوكرانية وإرهاب المدنيين”، مطالباً المجتمع الدولي بتشديد العقوبات الاقتصادية على روسيا.
الهجوم الأخير يسلّط الضوء على تصاعد حدة الحرب ودخولها مرحلة أكثر دموية، مع اعتماد موسكو بشكل متزايد على المسيّرات والصواريخ بعيدة المدى. وبينما تحاول كييف تعزيز دفاعاتها، تبدو التداعيات مرشحة للتوسع لتشمل دول الجوار، وهو ما يثير مخاوف من انزلاق المنطقة نحو مواجهة أوسع.