السياسة

التوتر يتصاعد بعد أزمة صخرة الروشة.. وجوزيف عون: لا خلاص للبنان إلا بجيش واحد

البلاد (بيروت)
دعا الرئيس اللبناني جوزيف عون، السبت، اللبنانيين إلى التكاتف حول الدولة ومؤسساتها، مؤكداً أن”لا خلاص للبنان إلا بدولة واحدة وجيش واحد، ولا حماية حقيقية إلا تحت سقف الدولة”، في إشارة واضحة إلى الجدل القائم حول سلاح حزب الله ودور المؤسسة العسكرية في المرحلة المقبلة.
وقال عون، في كلمة ألقاها بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لاغتيال الأمينين العامين السابقين لحزب الله حسن نصر الله وهاشم صفي الدين: إن “الالتفاف حول مشروع الدولة القوية والعادلة هو الضمانة الوحيدة لحماية جميع اللبنانيين من دون تمييز”، محذراً من مخاطر الانقسام الذي يهدد وحدة البلاد واستقرارها.
تأتي هذه المواقف فيما يشهد لبنان توتراً سياسياً وأمنياً متزايداً عقب إقدام حزب الله على إضاءة صخرة الروشة الشهيرة في بيروت بصورتي نصر الله وصفي الدين، متحدياً قرار السلطات الرسمية التي منعت أي مظاهر حزبية على الموقع.
وأثار هذا التصرف جدلاً واسعاً داخل الأوساط السياسية، واعتبره رئيس الحكومة نواف سلام “انقلاباً على الالتزامات الصريحة وتحدياً لمؤسسات الدولة”، مطالباً وزارات الداخلية والعدل والدفاع باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد الفاعلين.
وعلى وقع هذه التطورات، تعرض النائب مروان حمادة لهجوم من مناصري حزب الله بعد تصريحات أدلى بها على قناة”الحدث”، اعتُبرت مسيئة للفعالية. فقد تجمع العشرات مساء الجمعة أمام منزله، مرددين هتافات غاضبة، ومطلقين المفرقعات تعبيراً عن رفضهم لمواقفه، فيما شنت مجموعات مؤيدة للحزب حملات تهديد وشتائم ضده على مواقع التواصل، غير أن حمادة أوضح لاحقاً أنه لم يقصد الإساءة لنصر الله أو صفي الدين، مشدداً على أنه يكنّ”كل الاحترام لشهداء المقاومة”، وأن حديثه عن”الجنازة الحامية” كان وصفاً للأزمة الحكومية والإدارية التي رافقت قرار إضاءة الروشة.
وكانت الحكومة اللبنانية قد أقرت الشهر الماضي خطة لحصر السلاح بيد الدولة، على أن يُكلّف الجيش بتنفيذها قبل نهاية العام الجاري، إلا أن حزب الله رفض القرار، مشدداً على أنه لن يتخلى عن سلاحه قبل انسحاب إسرائيل من الجنوب وإطلاق سراح الأسرى اللبنانيين، معتبراً أن مناقشة ما يسميه”الإستراتيجية الدفاعية” يجب أن تأتي لاحقاً.
وبينما يزداد الجدل في الشارع اللبناني حول العلاقة بين الدولة وسلاح الحزب، تظل دعوة الرئيس عون إلى وحدة الصف خلف الجيش والدولة بمثابة رسالة واضحة بأن لا مستقبل للبنان خارج إطار الشرعية الوطنية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *