السياسة

ليبيا.. هدوء حذر في الزاوية بعد اشتباكات مسلحة

البلاد (طرابلس)
شهدت مدينة الزاوية غرب ليبيا عودة الهدوء الحذر، أمس (الأربعاء)، عقب ساعات من الاشتباكات المسلحة العنيفة التي اندلعت بين جهاز مكافحة التهديدات الأمنية ومجموعة مسلّحة تُعرف باسم “الكابوات”، في مواجهة وُصفت بأنها صراع نفوذ متجدد في المنطقة.
واندلعت المواجهات صباحًا داخل الأحياء السكنية القريبة من منطقة الحرشة، حيث استخدمت الأسلحة المتوسطة والخفيفة، الأمر الذي أثار حالة من الهلع بين السكان. وتأتي هذه التطورات امتدادًا لاشتباكات سابقة وقعت في مدينة صبراتة قبل أيام، عقب استهداف سيارة أحد قادة المجموعة المسلحة بقذيفة “آر بي جي”.
وأكد مصدر عسكري بالمنطقة الساحلية الغربية، أن قوات تابعة للمنطقة تدخلت لفض النزاع، وتمكنت من وقف إطلاق النار، مشيرًا إلى استمرار انتشارها على خطوط التماس بهدف تثبيت التهدئة ومنع تجدّد الاشتباكات.
وعلى خلفية التوتر الأمني، علّقت مراقبة التربية والتعليم ببلدية الزاوية الغرب الدراسة في عدد من المدارس الواقعة على امتداد طريق المصفاة وحتى سيمافرو الصابرية شمال الطريق الساحلي، حرصًا على سلامة الطلاب والمعلمين.
كما دعا الهلال الأحمر فرع الزاوية ومركز طب الطوارئ والدعم المواطنين إلى لزوم منازلهم وتوخي الحذر الشديد، مؤكدين ضرورة تجنّب التحركات غير الضرورية إلى حين استقرار الأوضاع.
بدورها، عبّرت شركة الزاوية لتكرير النفط عن “قلق بالغ” إزاء الاشتباكات التي جرت في محيط مجمعها النفطي، محذرة من تهديد مباشر للعاملين والمنشآت، ومنبهة إلى خطورة جرّ الصراع المسلح نحو مواقع حيوية تمثل ركيزة للاقتصاد الوطني.
وطالبت الشركة في بيان رسمي بوقف فوري لإطلاق النار، وحثت الأجهزة الأمنية على التدخل العاجل لإبعاد الصراعات عن المنشآت النفطية وضمان استمرار العمل في بيئة آمنة.
وفي السياق ذاته، أعلنت الشركة العامة للكهرباء تسجيل أضرار مباشرة في البنية التحتية للشبكة الوطنية نتيجة الاضطرابات الأمنية، ما أدى إلى توقف وحدات إنتاج بمحطة جنوب طرابلس، إضافة إلى فصل دوائر نقل الطاقة، الأمر الذي انعكس على استقرار التغذية الكهربائية في عدد من المناطق. وحذرت الشركة من أن استمرار التوتر يشكل تهديدًا لاستقرار الشبكة العامة، ويضاعف معاناة المواطنين جراء تذبذب إمدادات الطاقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *