السياسة

الحكومة الإسرائيلية تخطط لفرض سيطرة دائمة على القطاع.. قوات الاحتلال تتوغل في عمق غزة

البلاد (غزة)
توغلت القوات الإسرائيلية، أمس (الأربعاء)، في عمق مدينة غزة، في تصعيد يفاقم الأزمة الإنسانية ويهدد حياة آلاف الفلسطينيين الذين ما زالوا في المدينة على أمل أن يؤدي الضغط الدولي إلى وقف إطلاق النار وحماية منازلهم. ورغم التحذيرات والإعلانات الإسرائيلية التي طالبت السكان بالإخلاء نحو الجنوب، يخشى العديد من المواطنين التحرك؛ بسبب انعدام الأمن وانتشار الجوع، وسط استمرار القصف المكثف الذي استهدف مخيمي الشاطئ وحي النصر غرب المدينة.
وشهدت الأسابيع الماضية نزوح مئات الآلاف من شمال القطاع إلى جنوبه، إلا أن أعداداً كبيرة ما زالت عالقة في مناطق لا توفر مأوى آمن. وأفاد الهلال الأحمر بغزة أن آليات الجيش الإسرائيلي تحاصر البوابة الجنوبية لمستشفى القدس في حي تل الهوى، مما يحرم الطواقم الطبية والمرضى من القدرة على الدخول أو الخروج، مطالباً المجتمع الدولي بالتحرك الفوري لضمان سلامتهم.
وأسفرت الغارات الإسرائيلية المتواصلة منذ فجر الأربعاء عن مقتل 51 فلسطينياً وإصابة آخرين، وسط توسع الهجوم البري على المدينة المدمرة ومناطق أخرى في القطاع جراء الحرب المستمرة منذ هجوم حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023.
في هذا السياق، كشف تقرير لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة أن الحكومة الإسرائيلية أبدت نية واضحة لفرض سيطرة دائمة على قطاع غزة، وضمان أغلبية يهودية في الضفة الغربية.
وأوضح التقرير أن إسرائيل وسعت سيطرتها لتشمل 75 % من غزة بحلول يوليو 2025، مع عمليات هدم واسعة للبنية التحتية المدنية وإنشاء محاور عسكرية ومناطق أمنية أدت إلى تجزئة القطاع.
وأكد التقرير ارتكاب إسرائيل أعمال إبادة جماعية في غزة، مشيراً إلى تحريض الرئيس إسحاق هرتسوغ ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت على هذه الأفعال، وتحميل الدولة مسؤولية تنفيذها والتقصير في منعها ومعاقبة مرتكبيها.
على الصعيد الدولي، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى خطة لإنهاء الحرب في غزة والحفاظ على حل الدولتين، مشدداً على أن الأمن والاستقرار في إسرائيل لا يمكن تحقيقهما طالما تستمر الحرب، فيما أكدت وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر أن الحكومة الإسرائيلية تزيد الوضع الإنساني الكارثي سوءاً من خلال تدمير المنازل وتفريق الأسر، ما يعقد جهود تحرير المحتجزين ويضاعف معاناة المدنيين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *