بعد أن كان البعض في المملكة العربية السعودية يعارضون التعليم للبنين، ناهيك عن تعليم البنات، أصبح معظم السكان في المملكة متعلمين. قال أحد أساطين المعارف: إن وزارة المعارف في وقت من الأوقات كانت تبني أو تفتح مدرسة كل ثلاثة أيام. فانتشرت المدارس في كافة التجمعات السكانية في مدن وقرى المملكة العربية السعودية، وانتشرت الكليات والجامعات على المستوى المدني والعسكري في كثير من المدن السعودية. وعبر عن ذلك الملك فيصل- يرحمه الله- بقوله: إن هناك ما هو أهم من بئر النفط. إنها بئر المعرفة، وقال- رحمه الله- لو لم أكن ملكًا لكنت معلمًا. وتجسدت الملحمة في فتى كان راعيًا، ثم وضع قدمه على طريق الدراسة، فأصبح رئيسًا لأرامكو وهو علي النعيمي. والجامعات في المملكة- كما يقولون- عد واغلط حكومية وأهلية.
أما الأمن فحدث ولا حرج. أذكر أنني سافرت عام 1975 من جدة بسيارة صغيرة على الطريق الضيق الثعباني ذهابًا وإيابًا، ولم أخف إلا الله، وكانت السيول تخترق الطريق لكن كان معي حسن الظن بالله. ثم سافرت بعد ذلك في نفس الطريق وإذا به قد أصبح أربعة أو خمسة مسارات في الذهاب، ومثلها في الإياب. فكانت النعمة مضاعفة فأنت تسير ليلًا أو نهارًا، ومعك أهلك مرتاحًا في المسير، ولا تخشى قاطع طريق.
وقد سافرت بين المدينة المنورة والقصيم، ومعي أهلي قبل ثلاثين سنة، وكان الطريق لا يكفي إلا لثلاث سيارات. أما اليوم فهو سريع وفيه ما يلزم من التحويلات والكباري. والطرق السريعة تخترق صحراء الدهناء والنفوذ، وحتى الربع الخالي، ودليل ذلك الطريق بين المملكة العربية السعودية وعمان.
التعليم والأمن والمواصلات فيها رفاهية المواطن. زد على ذلك المستشفيات. وخذ مثلًا قصص فصل التوائم من بلدان مختلفة؛ فذلك ما امتازت به المملكة عن كل أقطار العالم.
وخذ أيضًا تحلية المياه. ففي جدة مثلًا كانت المياه العذبة شحيحة، أما اليوم فهي متوفرة بما فيه الكفاية في كافة المدن السعودية- بفضل الله- وبفضل جهود قيادة المملكة، منذ عهد الملك عبد العزيز والملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد والملك عبد الله- رحمهم الله- والملك سلمان، وعضده ولي العهد محمد بن سلمان- أيدهما الله.
وقد عملت مع الأستاذ عبد الله خياط، فإذا عنده العشرات من المقالات التي نشرها حول تطوير المحاكم وإدخال تقنية المعلومات إليها. فالمحاكم حاليًا قد تخلصت من البيروقراطية وتسير القضايا فيها بكل سهولة.
إن المملكة تتطور في كافة المجالات- بحمد الله- وتأتي رؤية عام 2030 لتكمل البناء. ربنا أدم علينا الأمن والأمان.
يا بلادي
