البلاد (إيلات)
شهدت الأجواء الإسرائيلية، أمس (الأحد)، تطورًا لافتًا بعدما أعلنت سلطة المطارات إغلاق المجال الجوي فوق مطار رامون قرب مدينة إيلات في الجنوب، عقب سقوط طائرة مسيّرة على صالة الركاب، أُطلقت من اليمن بواسطة جماعة الحوثي.
وأدت الضربة إلى اتخاذ السلطات الإسرائيلية إجراءات عاجلة شملت تعليق الرحلات وإخلاء أجزاء من المطار، وسط حالة استنفار أمني وعسكري. ولم تفصح تل أبيب رسميًا بعد عن حجم الخسائر أو وقوع إصابات، بينما أكد الجيش الإسرائيلي أنه يحقق في الحادثة التي وُصفت بأنها تصعيد جديد في وتيرة الهجمات الحوثية.
مصادر عسكرية أشارت إلى أن الهجوم جاء ضمن موجة من ثلاث مسيّرات أطلقها الحوثيون باتجاه إسرائيل، مؤكدة أن سلاح الجو الإسرائيلي اعترض بعضها. وتزامن ذلك مع تزايد الضربات الصاروخية التي تتبناها مليشيا الحوثي منذ اندلاع الحرب في غزة، حيث سبق أن أعلن المتحدث العسكري باسم الحوثيين، يحيى سريع، استهداف مطار بن غوريون بصاروخ باليستي.
وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، كان قد توعّد الأسبوع الماضي بالرد على ما وصفه بـ”التصعيد الحوثي الخطير”، بعد إطلاق صواريخ ومسيرات باتجاه الأراضي الإسرائيلية. وقد تواصلت الهجمات بشكل متواتر، إذ سقط صاروخ حوثي، الخميس الماضي، خارج حدود إسرائيل، بينما جرى اعتراض صاروخين آخرين في اليوم نفسه.
تصعيد الحوثيين جاء بعد مقتل رئيس وزرائهم مع 11 مسؤولًا بارزًا في غارات إسرائيلية استهدفت صنعاء، ما دفع الجماعة إلى التعهد بتكثيف هجماتها على إسرائيل. ومنذ اندلاع حرب غزة في أكتوبر 2023، يطلق الحوثيون صواريخ بالستية وطائرات مسيّرة باتجاه إسرائيل بشكل متكرر، غالبًا ما يتم اعتراضها.
كما وسّع الحوثيون عملياتهم لتشمل البحر الأحمر، حيث استهدفوا سفنًا تجارية قالوا إنها مرتبطة بإسرائيل، في إطار ما يصفونه بـ”دعم الفلسطينيين”. وردت إسرائيل من جانبها بسلسلة ضربات عسكرية ضد مواقع ومنشآت حوثية في اليمن، إضافة إلى استهداف قيادات ميدانية للجماعة.
وبينما لم تُصدر إسرائيل بيانًا رسميًا حتى الآن يوضح تداعيات استهداف مطار رامون، يرى مراقبون أن الحادث يمثل مرحلة جديدة من التصعيد قد تزيد من تعقيدات المشهد الإقليمي، لاسيما مع تداخل الصراع في غزة مع جبهات أخرى تمتد من اليمن إلى البحر الأحمر.
مسيرة حوثية تضرب مطار رامون جنوب إسرائيل
