مقالات الكتاب

نص لِص!!

• لا يقبل شخص أن تصفه بـ(المنافق)، حتى ولو بصم الناس بالعشرة على أنه يظهر للملأ خلاف ما يُبطن، سيحدثك على الفور عن الغِلّ، وحقد البعض عليه، وحملة استهدافه، ومحاولة النيل منه، وستسمع العجائب عن تساميه فوق الجراح، وترفعه عن مطاردة الأقاويل والاتهامات والظنون، لتقف مذهولًا أمام الحديث عن كريم خصاله، ونُدرة أمثاله ..!!
• تطور المجتمع العربي عندنا بشكل مدهش، بحيث لم تعد الخطورة في (النفاق) الذي لبس أردية معانٍ مختلفةٍ، وبات يمثل نوعًا من الرقي والتحضُّر، والفهم المتقدم، والتواصل مع الآخر، والذكاء الإجتماعي، ولكن الخطورة الحقيقية تكمن في كيفية الوصول إلى أسلوب بديع تستطيع من خلاله إقناع (المنافقين) بأنهم ليسوا بمظلومين حتى يتنازلوا قليلًا؛ ويتكرموا على الناس بفضيلة (التسامح)..!
• هل سبق لك سؤال نفسك من باب النقد الذاتي : كم مرة تنافق في اليوم..؟؟ – مع العلم بأن التعريف الوحيد المعتمد للنفاق -حتى الآن- هو إظهار المرء لخلاف ما يُبطِن، وآية المنافق ثلاث: (إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان)..!!
• دعك من الإجابة على السؤال أعلاه، فهو محرج بعض الشيء، وربما يُفضِي لمنافقتك لنفسك، ودعنا نسألك بصراحة غير مُحرجة:
كم هو عدد المنافقين المُحيطين بك (لا يجوز استخدام الآلة الحاسبة) ؟؟..كم منهم ينافقك شخصيًا لسبب ما وأنت تشعر بذلك، وتتظاهر أمامهم بعدم إدراك حقيقتهم ؟؟.. وكم عدد الذين تراهم ينافقون آخرين أمامهم؛ رغم ما يقولونه عنهم خلف ظهورهم؟.
• تزايد أعداد المنافقين بمجتمعنا العربي (المتسامح) يذكرني بقصة الفنان والكاتب السوري بسام كوسا، الذي نشر مجموعة قصصية بعنوان (نصّ لصّ)، وبدلًا من إسناد مهمة تقديم المجموعة لشخص ما، ترك الأمر لفطنة القارئ علي غير ما اعتاد أن يفعل الأدباء والروائيون، وكأنه يريد إعلان عدم قدرته في الإمساك بـ(نصّ لصّ) ليقدم له القصص ذات المذاق المختلف والخصوصية، فمعظم من حولنا (كاملو اللصوصية).!
• بإمكان أي شخص أن ينافق شخصًا، أو مؤسسة، أو كيانًا، أو رأسماليًا، أو مسؤولًا، ولكن لا يوجد شخص واحد يمكن أن يقبل منك وصفه بنصف منافق، وإن كانت مواقفه منزوعة الأخلاق وكاملة النفاق!.
• أشفق على من ينافق شخصًا بصبر لا ينفد، وأشعر بأن أحاديثه، وجلساته، وإحداثيات حياته أشبه بالسير فوق سلك شائك، وأسأل نفسي :
لماذا يا ترى يُرهِق هذا المسكين نفسه، ويضغط على أعصابه، ويتلون ساعة تلو الأخرى .. هل تساوي المصلحة التي يُجْنِيها من النفاق ألم إتلاف الأعصاب ؟.
• إن الوضوح نعمة، لو عرفوا قيمتها، لقاتلوا عليها بالسيوف !
نفس أخير
• وخلف لطيفة التونسية نردد:
الحقيقة ساعات بتجرح ..
بس أريح ..
وانت لو ريحت قلبي بتستريح ..!

haythamcapo77@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *