السياسة

مع استعداد إسرائيل لاقتحام غزة.. مجازر متواصلة وتهديد بكارثة صحية

البلاد (غزة)
تعيش مدينة غزة على وقع قصف جوي وبري مكثّف، خلّف عشرات القتلى والجرحى، في وقت تواصل فيه إسرائيل استعداداتها لشنّ هجوم واسع للسيطرة على المدينة، وسط تحذيرات منظمات دولية من كارثة إنسانية غير مسبوقة تهدد أكثر من مليون مدني.
وأعلن الدفاع المدني في غزة أن 13 شخصاً قتلوا فجر أمس (الثلاثاء)، في غارات إسرائيلية استهدفت مبنيين سكنيين في المدينة. وقال محمود بصل، المتحدث باسم الدفاع المدني، إن عشرة أشخاص لقوا مصرعهم في غارة استهدفت مبنى واحد، فيما قتل ثلاثة آخرون في غارة ثانية مماثلة.
وشنت إسرائيل ضربات مكثفة في أنحاء قطاع غزة الاثنين، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 31 شخصاً، أكثر من نصفهم من النساء والأطفال، فيما تتواصل العمليات العسكرية على أكبر مدن القطاع منذ إعلان إسرائيل المدينة منطقة قتال الأسبوع الماضي.
في سياق تصاعد العنف، اتهم باحثون بارزون في مجال الإبادة الجماعية إسرائيل بارتكاب”إبادة جماعية”، وهي اتهامات ترفضها الحكومة الإسرائيلية بشدة، بينما تستمر الغارات والقصف المدفعي، بما في ذلك روبوتات محملة بالمتفجرات تستهدف مبانٍ في أطراف المدينة ومخيم جباليا للاجئين.
أفاد الدفاع المدني بمقتل 45 شخصاً آخرين في أنحاء متفرقة من القطاع، بينهم 11 من عائلتي الهور والعف بعد استهداف منزل من ثلاثة طوابق في حي الدرج – بني عامر بمدينة غزة. وأوضح بصل أن بين الضحايا 3 أطفال وسيدتين، فيما ما يزال 7 أطفال تحت الأنقاض، أحدهم لم يتجاوز عمره عاماً ونصف.
القصف الإسرائيلي استهدف بشكل خاص أحياء الشجاعية والتفاح شرق المدينة، حيث بلغت نسبة الدمار نحو 85%، ما جعل مناطق واسعة غير صالحة للسكن.
حذّرت بلدية غزة من تهديد خطير يواجه سكان المدينة بسبب عجز طواقمها عن تشغيل محطات الصرف الصحي، مشيرة إلى أن استمرار منع وصول فرقها إلى مرافق حيوية مثل محطة البقارة ومحطة 7B قد يؤدي إلى طفح مياه المجاري وغرق منازل في شمال وغرب المدينة.
وأفادت مصادر عسكرية إسرائيلية ببدء عملية استدعاء عشرات آلاف جنود الاحتياط، في إطار خطة أقرّها وزير الدفاع يسرائيل كاتس أواخر أغسطس للهجوم على المدينة، مع توقع موجة تعبئة جديدة في نوفمبر. وأكد المتحدث العسكري الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أن الجيش يقوم بـ”استعدادات لوجستية وعملياتية لتوسيع نطاق القتال”، فيما وصف الجيش المدينة بأنها “منطقة قتال خطيرة” تستلزم إخلاء سكانها، وهو ما اعتبرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه”مستحيل وغير قابل للتنفيذ”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *