لسنا في زمن التساهل، ولا في ساعة التغاضي، نحن في لحظة تاريخية فاصلة، يختبر الله فيها صدق انتمائنا وشجاعتنا في حماية وطننا. من يتوهم أن السكوت عن المدسوسين أمان؛ فهو لا يدرك أن الصمت خيانة، وأن التهاون في البلاغات هو الباب الذي يتسلل منه الخونة ليطعنوا خاصرة الوطن.
هؤلاء المدسوسون ليسوا سوى أقنعة بشرية، يبتسمون في وجوهنا، يشاركوننا مجالسنا، ويظهرون حباً زائفاً، لكنهم في الخفاء يخدمون أجندات ملوثة، ويتبعون جماعات منحرفة؛ كالإخوان المسلمين. وُلدوا بيننا، ترعرعوا في مدارسنا، أكلوا من خيرات بلادنا، ومع ذلك لم يعرفوا للوفاء معنى، ولم يذوقوا للوطن حباً. إنهم سرطان صامت، إذا تُرك، أكل الجسد كله.
اليوم واجبنا أن نفضحهم، أن نُبلغ عنهم، أن نقول للجهات الأمنية: هؤلاء لا يمثلوننا. وليعلم كل أب وأم أن التبليغ عن قريب أو صديق ليس خيانة لرحم أو صلة، بل وفاء لوطن أكبر من الجميع. فأي رابطة أعظم من رابطة الوطن؟ وأي أمانة أثقل من حماية أرضه؟ وكيف سيعيش أولادك غداً إن تركت هؤلاء الخونة بينهم؟
لقد جربت بنفسي وقع البلاغ حين ساورتني شبهة عن أحدهم، وارتجف قلبي يوم قبضت الدولة على من كنت أظنه مخلصاً، فإذا به خائن غادر، يحمل في صدره حقداً أسود وخططاً للدمار تفوق الوصف. يومها أدركت أنني ببلاغي أنقذت وطني وأسرتي، وأن الله نجاني من إثم الصمت. لهذا أقولها بوضوح: التبليغ شرف، والسكوت جريمة.
فلنرفع أصواتنا في كل منبر، دعاءً ونداءً: اللهم اكشف سترهم، اللهم اجعل كيدهم في نحورهم، اللهم سلّط الأمن عليهم، ووفّق المبلغين لكشفهم. وليكن لسان حالنا واحداً: لن نسمح لذرة خيانة أن تبقى مستترة بيننا.
الآن… الآن وقت البلاغات، لا وقت للسكوت. فمن يسكت اليوم قد يندم غداً حين يرى الوطن جريحاً بسكين كان قادراً أن يمنعها- لا سمح الله. فلنكن عيون الوطن الساهرة، وحصنه المنيع.
التبليغ شرف والسكوت جريمة
