تشتكي بعض شوارعنا من الحفريات المستمرة على مدار العام، وما تخلفه من دمار ينهك الأرض ويضعفها، فتغدو عرضة للتشققات والحفر التي يصعب ردمها. يضاف إلى ذلك إغلاق بعض الطرق، وشلّ الحركة المرورية، وتكدس المركبات وهي تحاول اجتياز الطريق بأقل ضرر ممكن.
لكن ما يرهق العقول ويثير الاستفهام هو: لماذا تستمر هذه الحفريات بلا انقطاع؟
ولماذا يُعاد الحفر والردم في المكان نفسه، بنفس اللافتة الإرشادية، وبذات العذر المعتاد:”نعمل لأجلكم… ونأسف لإزعاجكم”؟
وإن كان التبرير دائمًا أنها أعمال لتمديد الخدمات وشبكات الصرف الصحي، فلماذا نرى حتى اليوم أحياء جديدة وراقية، يُفترض أن تكون واجهة حضارية تعكس جودة الحياة، وقد غدت شوارعها مرقّعة بحفر تتجمع فيها مياه الصرف الصحي، أو خاوية تُردم ثم تعود أوسع، لتتفشى في الأراضي المجاورة كالوباء، ما إن يمر بقوم إلا أتلف أرضهم؟
تتحول الأحياء إلى تضاريس طبيعية مصغّرة: هضاب ووديان.. انحدارات ومنعطفات، حتى يفقد الشارع استقامته ويصعب أن يعود إلى حالته الأولى. فتغدو الحفر مصائد حقيقية تسقط فيها المركبات، مخلفة أضرارًا مادية ومعنوية لا يستهان بها.
إن تحسين البنية التحتية؛ يجب أن يتم وفق رؤية شاملة ومتوازنة، لا تقتصر على إصلاح جانب وترك آخر عرضة للتدهور، بل تشمل جميع العناصر؛ لضمان جودة الخدمات واستدامتها.
حفر لا تنتهي.. وشوارع لا تجف
