السياسة

السودان: هدوء حذر يخيم على الفاشر

البلاد (الخرطوم)
عاد الهدوء النسبي إلى مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور غرب السودان، بعد ليلة من المعارك العنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، التي شنت هجوماً من عدة محاور على المدينة المحاصرة منذ مايو 2023.
وأعلن الجيش السوداني، تمكنه من التصدي للهجوم الجديد، فيما أفادت قوات الدعم السريع في مقاطع فيديو بسيطرتها على مقري رئاسة الشرطة والسجل المدني شرقي المدينة. كما أعلنت إسقاط مسيرة تابعة للجيش من طراز”بيرقدار أكانجي” في مدينة نيالا، عاصمة جنوب دارفور.
ووفق شبكة أطباء السودان، أسفر الهجوم عن مقتل 13 شخصاً في منطقة خزان قرلو قرب الفاشر، بينهم 5 أطفال و4 سيدات و4 من كبار السن، مع الإشارة إلى أن الهجوم جاء بدوافع عرقية بحسب اللجنة الطبية المستقلة، كما تعرض مستشفى في الفاشر لقصف من قوات الدعم السريع يوم السبت الماضي، ما أدى إلى إصابة ستة مرضى وعامل صحي، بينهم طفل وامرأة حامل، وفق ما ذكرته شبكة أطباء السودان.
وتفرض قوات الدعم السريع حصاراً على الفاشر منذ مايو 2023، وهي المدينة الرئيسية الوحيدة في دارفور التي لا تزال تحت سيطرة الجيش. ومنذ سيطرة الجيش على الخرطوم في مارس الماضي، كثفت قوات الدعم السريع هجماتها على الفاشر والمخيمات المحيطة بها في محاولة للسيطرة على غرب السودان، حيث تسيطر حالياً على معظم إقليم دارفور.
وتتكرر التحذيرات الدولية من خطورة المعارك في الفاشر، باعتبارها مركز العمليات الإنسانية لخمس ولايات في دارفور، في ظل استمرار القتال وتصاعد الهجمات على المدنيين والبنية التحتية الحيوية، مما يزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية في المنطقة. ومع توقف المعارك مؤقتاً، يترقب سكان الفاشر العودة التدريجية للحياة الطبيعية، وسط هدوء حذر، في انتظار أي تحرك جديد لقوات الدعم السريع التي لا تزال تشكل تهديداً مستمراً للمدينة والمنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *