منذ فترة، تعرض أحد الأقرباء إلى وعكة صحية شديدة، وعندما قمت بزيارته بعد أن شفاه الله، وجدت أكوامًا من علب الأدوية بجانبه. وسألته عنها فأجاب بأنها ما كتبه الأطباء له خلال فترة مرضه. وهو لا يدرى ما يفعل بما تبقى منها. مثله مثل الكثير منا الذي يعاني من تراكم الأدوية القديمة.
فأخبرته بأنه يمكن أن يتبرع بالأدوية الزائدة عن حاجته للجمعيات الخيرية، التي تقوم بتجميعها وتوزيعها على المحتاجين. وهناك عدة جمعيات خيرية تقوم بهذا الدور، ويمكن التواصل مع هذه الجمعيات مباشرةً للاستفسار عن آليات التبرع. و تقوم الجمعيات بدورها بتجميعها وتوزيعها على المحتاجين.
وهنا تذكرت كيف تقوم بعض فروع السوبر ماركت بوضع آله يقوم الزبائن بوضع قوارير المياه الفارغة فيها، ويحصلون على نقاط تمكنهم من الشراء من السوبر ماركت.
فلماذا لا تقوم شركات الأدوية بالتعاون مع الصيدليات بوضع صناديق يمكن للأفراد من وضع الأدوية الزائدة عن الحاجه فيها، ومن ثم فرزها لإعادة استخدامها وتوزيعها بالمجان للمحتاجين.ومن أسباب المشكلة أن عبوات الأدوية تحتوي غالبًا على عدد محدد مثل 30 قرصًا، بينما المريض يحتاج الى قرص يوميًا لمدة 5 أو 7 أيام؛ ما يترك فائضًا كبيرًا من الدواء. فلماذا لا تنتج عبوات أصغر، أو لماذا لا تقوم الصيدلية ببيع شريط من الدواء بدلًا من العلبه كاملة؟ هناك أدوية يمكن أن تحفظ في المنازل؛ مثل مسكنات الألم و الصداع؛ لأن استخدامها متكرر، ولا يحتاج إلى وصفة طبية. ولكن هناك الكثير من الأدوية التي لا يحتاجها الإنسان إلا مرة واحدة لحالات خاصة.وزارة الصحة تراقب صرف الأدوية، خاصة المضادات الحيوية، حتى تتأكد من عدم الإفراط في صرفها، فهل يمكن أن توجد آليه تمكن الصيدلي من صرف الكمية الكافية لكل حاله.
أتذكر المراكز الصحية زمان، عندما كان الصيدلي يضع عددًا محددًا من الأقراص في كيس؛ بحيث تكفى للمدة التي ذكرها الطبيب.
نحن بحاجة إلى تقنين الأدوية المنصرفة، وإعادة استخدام الفائض منها. وكما تقوم وزارة الصحة بإرسال رسائل توعوية عن اللقاحات و أسلوب الحياة الصحي، فلماذا لا تقوم بتوعية المواطن بأهمية إعادة الأدوية غير المستخدمة، وإرشاده إلى أقرب الأماكن التي تجمع فيها؟
s@bogary.com