السياسة

الأمم المتحدة تحذر من الحرمان الجماعي من الغذاء.. مجازر الاحتلال مستمرة ضد المدنيين

غزة (البلاد)
في واحدة من أكثر أيام العدوان الإسرائيلي دموية، قُتل 50 فلسطينياً منذ أمس (السبت)، بينهم 32 مدنياً أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات غذائية جنوب قطاع غزة، وفق ما أعلنته وزارة الصحة في غزة، التي أكدت أيضاً وقوع إصابات عديدة في القصف الذي استهدف مركزي توزيع قرب مدينة رفح.
وشنت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات مكثفة على مناطق متفرقة من القطاع، من بينها مدرسة تؤوي نازحين في حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة، مما أسفر عن سقوط ثلاثة قتلى وعدد من الجرحى.
وفي بيان صادم، حذرت وزارة الصحة من أن القطاع يواجه مجاعة كارثية حقيقية، وسط شح حاد في المواد الغذائية الأساسية وانتشار سوء التغذية، خاصة بين الأطفال والنساء، ما ينذر بكارثة إنسانية شاملة. وأشارت إلى أن مجمع ناصر الطبي استقبل منذ صباح السبت 32 جثة وعشرات المصابين نتيجة استهداف مراكز المساعدات.
من جهته، أفاد الدفاع المدني في غزة أن القصف الإسرائيلي استهدف مدنيين تجمعوا للحصول على مساعدات قرب منطقتي الشاكوش ومحور نتساريم؛ ما أسفر عن مقتل 26 شخصاً، بينهم أطفال.
وقالت مصادر طبية في الجنوب: إن مستشفيات القطاع تشهد تدفقاً غير مسبوقاً للنازحين الذين يعانون من سوء تغذية حاد، في ظل انهيار المنظومة الصحية ونقص الوقود والمياه.
تأتي هذه المجزرة الجديدة بعد يوم فقط من مقتل 10 فلسطينيين آخرين في ظروف مشابهة، بينما تؤكد تقارير الأمم المتحدة أن أكثر من 875 فلسطينياً لقوا حتفهم قرب مراكز توزيع مساعدات منذ أواخر مايو، من بينهم 674 سقطوا عند مراكز تابعة لما يُعرف بـ”مؤسسة غزة الإنسانية” المدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة.
وفي القدس، أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية”القتل الجماعي المتعمد” للمدنيين، معتبرة أنه حلقة جديدة في سلسلة من الجرائم التي تستهدف أكثر من مليوني فلسطيني عبر القصف والتجويع والحرمان من العلاج، بهدف فرض التهجير القسري. ودعت إلى تحرك دولي عاجل لوقف الإبادة الجماعية والضم القسري لأراضي القطاع.
وفي تطور موازٍ، كشفت تقارير إعلامية عن مساعٍ إسرائيلية لدى الولايات المتحدة لإقناع دول مثل إثيوبيا وإندونيسيا وليبيا باستقبال مئات الآلاف من الفلسطينيين من غزة. وبحسب موقع”أكسيوس”، ناقش مدير الموساد ديفيد برنياع هذه الخطة مع مسؤولين أميركيين، وسط مخاوف متزايدة من نوايا إسرائيلية لفرض تهجير جماعي.
من جهتها، رفضت الأمم المتحدة أي توجهات نحو التهجير القسري، وأكدت وكالة”الأونروا” أن لديها مخزونًا غذائيًا يكفي لأكثر من ثلاثة أشهر، لكنه عالق في المستودعات بسبب استمرار إغلاق المعابر من قبل الاحتلال.
وفي تقرير حديث، حذرت الأمم المتحدة من أن الحرمان الجماعي من الغذاء في غزة بات يقترب من أن يكون”أمراً طبيعياً”، مع تزايد أعداد الوفيات اليومية؛ بسبب الجوع وسوء التغذية، خاصة في صفوف الأطفال. وأشارت إلى أن أزمة الوقود أجبرت العديد من آبار المياه والمرافق الصحية على التوقف، وسط قيود صارمة على حركة عمال الإغاثة والإمدادات الإنسانية.
وفي ظل استمرار العدوان منذ أكتوبر 2023، يعيش سكان القطاع في ظروف إنسانية مأساوية، وسط تحذيرات دولية متزايدة من كارثة مجاعة وشيكة تتهدد أكثر من مليوني إنسان في غزة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *