تسيطر برامج التواصل الاجتماعي على معظم مفاصل الحياة اليومية للأسر دون هوادة وعلى انفراد ، فأصبحت هذه البرامج مفرقة للجماعات، وهادمة للذات، ورفيقة الأكل والشرب والنوم والزيارات والمقابر، حتى وصلت قيادة السيارات.
لا أعمم لكن الواقع يقول إن السواد الأعظم من المجتمع، يوجد في هواتفهم من ثلاثة إلى أربعة تطبيقات للتواصل الإجتماعي على أقل تقدير، وهذه البرامج أصبحت بوابات ينفذ من خلالها الغث والسمين وللأسف أن الغث هو الكثير، والسمين وإن توفر لا أحد يحرص عليه ، فنجد مشاهدات محتويات أفضل ما يقال عنها إنها هابطة بالملايين، وأصحابها كل يوم تزداد أعداد متابعيهم وأرصدتهم، والمعلنين لا يعنيهم المحتوى بقدر ما يعنيهم أعداد المشاهدات التي تجلب لهم الزبائن الذين يقضون على بضاعتهم المعلن عنها في دقائق معدودات.
هذه البرامج كشفت المستور، وأظهرت سواءت المجتمع للعلن وصعبت التربية ، فأصبحنا ندرك أنه لا توجد مدينة فاضلة، ولا مجتمع فاضل، وبالتالي أسرة فاضلة، بحكم أن الأسرة النواة للمجتمع ، هذه البرامج أوهمت الكثيرين بأن الجميع لا بد أن يعيش في رفاهية بداية من السكن والسيارات الفارهة والمطاعم والفنادق والمنتجعات الفخمة وليس آخراً السفر لجميع الدول السياحية أربع وخمس مرات في السنة ، وقدوتهم ذلك المشهور الذي يستعرض تلك النعم التي في الغالب لا يدفع ريالا واحدا فيها ، لذلك لا بد لأصحاب المحتوى الهادف والوسائل الإعلامية المختلفة ومنابر الجمعة، أن تتبنى حملات توعوية وبرامج تسلط الضوء على سلبيات برامج التواصل الاجتماعي وكيفية معالجتها وتنمي الإيجابيات وتجعل منها قدوة يقتدى بها في دجى ليل هذه البرامج ، وكلنا في خدمة الوطن.
برامج التواصل الاجتماعي.. مفرقة للجماعات
