أثبت فريق الهلال السعودي مجددًا، أنه أحد أبرز الأندية العالمية من حيث الأداء الفني والهيبة الكروية، بعد أن قدّم عرضًا كرويًا متكاملًا أمام ريال مدريد الإسباني، زعيم الأندية الأوروبية، في مواجهة أكدت أن “الزعيم الآسيوي” بات رقمًا صعبًا في المحافل الدولية، ويمتلك أدوات المنافسة ضد الكبار، ليس بالشعارات بل بالأداء داخل المستطيل الأخضر.
لم يكن الهلال مجرد فريق مشارك أو مكتفٍ بالظهور الشرفي، بل قدم كرة قدم حديثة اعتمدت على الانضباط التكتيكي والسرعة في التحول والسيطرة على وسط الملعب؛ بفضل حضور أسماء بارزة، مثل البرتغالي روبن نيفيز والصربي سافيتش، الذي شكّلا ثنائية متجانسة منحت الفريق عمقًا فنيًا وعقلاً مدبرًا في وسط الملعب، في الوقت ذاته، برز المغربي ياسين بونو كأحد نجوم البطولة، حيث أظهر ما يملكه من خبرة وثبات نفسي في لحظات صعبة، وتصدى لكرات كانت كفيلة بقلب النتيجة في أكثر من مناسبة. تألق بونو لم يكن وليد صدفة، بل نتيجة لتراكم التجربة الاحترافية في الملاعب الأوروبية، ما أضفى على الفريق الأزرق صلابة في المرمى افتقدها كثيرون،
ومع أن الفريق خاض لقاءً كبيرًا أمام ريال مدريد، فإن الإبداع تواصل أمام سالزبورج النمساوي، حيث استمر الهلال في تقديم كرة سريعة ومنظمة، وسيطر على أغلب مجريات اللعب، وأتيحت له فرصٌ محققة للتسجيل، إلا أن اللمسة الأخيرة خذلته، وتحديدًا من قبل المهاجم البرازيلي ليونارد، الذي لم يظهر في مستواه الحقيقي، خصوصًا في اللحظات التي احتاجه فيها الفريق ليحسم اللقاء، وجاء قبله الخذلان بعد إصابة ميتروفيتش في وقت حرج، وهي ليست الأولى التي يخذل فيها الفريق في المنعطفات الصعبة؛ فقد تكرر ذات المشهد في البطولة الآسيوية الماضية.
ولا يمكن إغفال أن الهلال افتقد الحسم على دكة البدلاء؛ إذ إن المدرب الايطالي إنزاغي حديث العهد بهذه المجموعة، فلم يُحسن قراءة المباراة في دقائقها الأخيرة، ولم يُجرِ التغييرات المطلوبة التي قد تقلب موازين اللقاء. كان الفريق بحاجة لقرار فني شجاع يُترجم السيطرة إلى أهداف، لكن الرؤية الفنية غابت في اللحظة الحرجة.
الفرصة ما تزال قائمة، لكن لا مجال للتعثر؛ فالهلال سيواجه باتشوكا المكسيكي في لقاء لا يقبل القسمة على اثنين. التعادل أو الخسارة يعني الوداع، والفوز فقط هو جواز العبور. وإذا ما واصل اللاعبون تقديم نفس الأداء الجماعي والروح القتالية، فإن الهلال قادر على تجاوز هذه المرحلة، بل والذهاب بعيدًا.
الهلال هو الأفضل فنيًا في مجموعته بشهادة الأرقام والمستوى، يمتلك خط وسط ناريًا بقيادة سافيتش ونيفيز، وحارسًا بقيمة بونو، وظهيرين فاعلين، وينقصه فقط الاستغلال الأمثل للفرص أمام المرمى. والأمل كل الأمل أن تكون المواجهة القادمة هي الانطلاقة الحقيقية لزعيم آسيا نحو المجد العالمي.
الهلال.. زعامة آسيوية وتألق عالمي
