مقالات الكتاب

مكوك المنتخب وقمر كأس العالم

لست أعلم، ولكننا أصبحنا نرى كأس العالم كالقمر الذي نبحث عن مكوك فضائي؛ كي نصل إليه.
المنتخب السعودي في الظهور الأخير أرهق المشجع، أرهق الاتحاد السعودي، أرهق المعلقين، أرهق الوافدين إلى الملعب من كل البقاع، أرهق قلمي.
توالت الأحداث الكروية في الفترة الأخيرة بين المفرح والمحزن، فاز الأهلي ببطولة النخبة الآسيوية، وفاز الاتحاد بثنائية الدوري وكأس الملك، وحقق نيوكاسل أول لقب له منذ أكثر من 70 عامًا، وكريستال بالاس أصبح بطلًا لرابطة الأندية الإنجليزية لأول مرة في تاريخه، وباريس سان جيرمان بطلًا لدوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه.
وتوالت الأحداث، وخرج مودريتش من ريال مدريد بعد 12 عامًا، وخرج دي بروين من مانشستر سيتي بعد 10 أعوام، وكلاهما صنع تاريخًا في كلا الناديين شكل منهما أساطير كروية.
ولك أن تتخيل عزيزي القارئ، بعد كل هذا، تأتي بكوب من الشاي؛ كي تشاهد مباراة للمنتخب السعودي؛ لتجد كوب الشاي باردًا، ولم ترتشف منه، إلا رغوة سطحه، بحكم ارتفاع الضغط الذي تجاوز 90 دقيقة، وتجد المنتخب يعاقب الاتحاد الدولي الذي رفع أعداد مقاعد التأهل الآسيوية، ويصمم أن يذهب إلى الملحق الآسيوي للصعود لكأس العالم؛ كي يبحث عن عنق زجاجة فارغ ليصعد منه لفضاء كأس العالم الذي جاور القمر.
تعبت الكلمات من الكلمات لوصف ما يحدث في المنتخب السعودي، ولكن وحسب ما أرى(الشق أكبر من الرقعة)، فما يحدث في المنتخب مشكلة لم يستطع أحدٌ حلها، ولكننا لا نستطيع التعقيب على ما يحدث أمامنا فقط، فالأحداث متوالية، والضرر قائم على إرث، فما خلّفه مانشيني من ضرر نفسي وفني على اللاعبين لم يستطع رينارد علاجه حتى الآن، ولكن لدينا أربعة أشهر؛ حتى يبدأ الملحق لعل من خلالها نجدُ فسحة من نور نرى من خلالها الطريق، الذي يُوصلنا إلى قمر كأس العالم 2026.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *