مقالات الكتاب

تايكوندو جديد ببصمة الصبّان

أسدل الستار على جزء كبير من منافسات التايكوندو لهذا الموسم؛ ليكشف المشهد الختامي عن تحولات جذرية، أعادت رسم ملامح اللعبة، في حقبة جديدة اقترنت بتولي أحمد الصبّان رئاسة الاتحاد السعودي للتايكوندو. مرحلة حملت عنوانًا واضحًا، العمل المؤسسي والتطوير الجاد. الصبّان الذي تسلّم زمام القيادة في ظل تركة مثقلة بالتحديات، لم يرضَ بالبقاء عند حدود الواقع، بل بدأ في إعادة هيكلة المنظومة بهدوء وحنكة، مغلقًا الكثير من منافذ الخلل، التي كانت تعيق التقدم،
هذا التحول لم يكن مجرد حبر على ورق، بل تجلّى على أرض الميدان من خلال بروز فرق جديدة؛ قلبت موازين المنافسة، وكان فريق الحريق الحدث الأبرز، بعدما فاجأ الجميع باعتلائه قمة بطولة السوبر السعودي، في إنجاز غير متوقع بالنظر إلى محدودية الإمكانات.
لكن هذا التفوق لم يكن وليد الصدفة، بل جاء نتيجة عمل فني منظم، بقيادة المدرب الوطني خالد الدهيمي، وبدعم مباشر من إدارة واعية برئاسة العميد سعد الهزاني، وبتكامل ملحوظ مع تركي الهزاني مدير تطوير الألعاب ورئيس فريق الحوكمة، وسعد الخثلان نائب الرئيس، في تناغم يجمع بين الفكر الفني، والاحتراف الإداري.
ولم يقتصر التميز على الحريق، بل برزت أندية جديدة في مشهد التنافس؛ مثل الصفا، وحراء، واليرموك، والعلا، والنصر، والقادسية، والأخير على صعيد السيدات، ما أضفى على المنافسات بُعدًا جديدًا، وزاد من تنوّع الأندية المتوجة؛ كل ذلك يعكس حجم التحول البنيوي الذي أحدثه الاتحاد، بإدارته الجديدة وفكر رئيسه، الذي لم يأتِ لتسيير مرحلة، بل ليقود مشروعًا طموحًا، يعتمد على منح الفرص للكفاءات، وتطوير بيئة اللعبة إداريًا وتنظيميًا وفنيًا. هذا التصحيح للمسار لا يخدم الأندية فحسب، بل يُعد استثمارًا إستراتيجيًا في مستقبل اللعبة؛ إذ يسهم في توسيع قاعدة المنافسة، ويزيد من شعبية التايكوندو، ويرتقي بجودة البطولات واللاعبين.
الصبّان أرسى دعائم عدالة التنافس، وأغلق أبواب المجاملات، وقطع الطريق أمام احتكار المنصات، في خطوة جريئة نحو مستقبل أكثر عدلاً واحترافًا.
باختصار، نحن على أعتاب عهد جديد للتايكوندو السعودي، يتسم بالكفاءة، وتكافؤ الفرص، والتنوّع، والنتائج بدأت تنطق بما تحقق، بانتظار المزيد من القفزات النوعية، التي تستحقها هذه الرياضة العريقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *