البلاد – بغداد
في زيارة رسمية تحمل أبعاداً سياسية وإقليمية متعددة، شدد الرئيس اللبناني جوزيف عون، من العاصمة العراقية بغداد، على ضرورة الحفاظ على سيادة لبنان ومنع التدخلات الخارجية، مؤكدًا أن الحل للأزمة اللبنانية يبدأ بتفعيل سلطة الدولة وإعلاء القانون.
وقال عون، خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده أمس (الأحد) مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، إن “المطلوب في لبنان هو تحكيم سلطة القانون ومنع أي تدخل خارجي، مع الحفاظ على علاقات منفتحة لا تستعدي أحداً”. وأضاف أن لبنان “بحاجة إلى نظام للمصلحة العربية المشتركة، يقوم على اتفاقيات ثنائية تعزز التعاون الاقتصادي والإنساني بين الدول العربية”.
من جانبه، جدد السوداني موقف العراق الداعم لاستقرار لبنان ووحدته، مشددًا على أهمية احترام سيادة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها. كما دعا إلى تطبيق كامل لقرار مجلس الأمن 1701، الذي ينص على انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان، ووقف كل الانتهاكات الحدودية، وهو مطلب لطالما دافعت عنه بيروت في المحافل الدولية.
ورأى السوداني أن استقرار لبنان يمثل ضرورة للأمن القومي العربي، وأكد على استعداد العراق للاستمرار في دعم لبنان على مختلف المستويات، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية والأمنية التي يواجهها.
زيارة عون إلى بغداد تأتي في ظل استمرار التعاون بين البلدين في ملف الطاقة، حيث يزود العراق لبنان بالوقود منذ عام 2021 لتشغيل محطات الكهرباء، في اتفاق يتم بموجب مقايضة نفط بخدمات وسلع طبية، ضمن ما سُمي بـ”آلية الدعم الإنساني المتبادل” بين الدولتين. ويعاني كلا البلدين من أزمات حادة في قطاع الكهرباء، فضلاً عن هشاشة البنية التحتية نتيجة سنوات من الصراعات والإهمال.
وعلى هامش القمة العربية الأخيرة التي عُقدت في بغداد، تعهّدت الحكومة العراقية بتقديم 20 مليون دولار للمساهمة في جهود إعادة إعمار لبنان، بعد الحرب المدمرة التي اندلعت العام الماضي بين “حزب الله” وإسرائيل، والتي أسفرت عن دمار واسع في البنى التحتية اللبنانية، لا سيما في الجنوب.
ويُشار إلى أن العراق استقبل خلال تلك الحرب الآلاف من اللبنانيين الفارين من الضربات الإسرائيلية التي طالت قرى الجنوب، في مشهد أعاد التذكير بعراقة العلاقات الأخوية بين البلدين، وبدور بغداد في دعم الشعوب العربية خلال الأزمات.
زيارة عون لبغداد، والتي رافقه فيها اللواء حسن شقير المدير العام للأمن العام وعدد من المستشارين، تحمل رسائل سياسية واضحة بأن لبنان يسعى إلى توسيع دائرة شراكاته العربية بعيداً عن المحاور، وبأن العراق يمكن أن يلعب دوراً محورياً في دعم استقرار لبنان، ليس فقط اقتصادياً بل أيضاً عبر الوساطة السياسية وتوفير مظلة عربية للحوار.
أكد على علاقات “منفتحة”.. عون من بغداد: لا سيادة بدون قانون.. ونرفض التدخلات الخارجية
