البلاد – إسطنبول
في تطور لافت ضمن المساعي الدبلوماسية الرامية لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس (الأحد)، أن وفداً أوكرانياً رفيع المستوى سيتوجه إلى إسطنبول اليوم للمشاركة في جولة جديدة من المفاوضات مع الجانب الروسي، وذلك بدعوة تركية ورعاية محتملة من أطراف دولية، من بينها الولايات المتحدة.
وأكد زيلينسكي، في منشور عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أن الوفد الأوكراني سيترأسه وزير الدفاع رستم عمروف، كما كان الحال في الجولة الأولى التي عُقدت في مايو الماضي. وأوضح أن كييف تدخل هذه الجولة بمطالب واضحة وثابتة، في مقدمتها “وقف كامل وغير مشروط لإطلاق النار”، إلى جانب إعادة الأسرى، وعودة الأطفال الأوكرانيين الذين تتهم كييف موسكو باختطافهم ونقلهم إلى داخل الأراضي الروسية.
وتأتي هذه الخطوة في ظل حراك تركي مكثف لتقريب وجهات النظر بين الجانبين، حيث اقترحت أنقرة تنظيم قمة ثلاثية تجمع زعماء روسيا وأوكرانيا والولايات المتحدة في إسطنبول، بهدف الدفع نحو تسوية سياسية شاملة.
وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، الذي زار كييف مؤخراً، أكد خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأوكراني أندريه سيبيها، أن جولة إسطنبول الأولى، التي عقدت في 16 مايو، شكّلت بداية لمسار دبلوماسي جديد، مشيراً إلى أن روسيا أبدت استعداداً للمشاركة في جولة ثانية من المحادثات هذا الأسبوع.
وأضاف فيدان أن الجهود الحالية تُركّز على تهيئة الظروف اللازمة لعقد لقاء محتمل بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ونظيريه الروسي فلاديمير بوتين، والأوكراني زيلينسكي، مشدداً على أن الطرفين يقفان الآن أمام “مفترق طرق حاسم” يتطلب اتخاذ قرارات جدية: إما الاستمرار في القتال أو التوجه نحو سلام دائم.
ورغم تصاعد الآمال بإمكانية كسر الجمود الدبلوماسي، لا تزال الثقة بين موسكو وكييف في أدنى مستوياتها، حيث تتبادل العاصمتان الاتهامات بشأن تعطيل التقدم في المفاوضات، واستمرار العمليات العسكرية.
وقد حذرت روسيا مؤخراً من أن أي هدنة مؤقتة قد تستغلها أوكرانيا لـ”إعادة التسلح”، بينما تصر كييف على أن أي وقف لإطلاق النار يجب أن يكون شاملاً وغير مشروط، ويرتبط بإجراءات ملموسة على الأرض، تشمل انسحاب القوات الروسية، وإعادة اللاجئين، ومعالجة ملف الأطفال المرحّلين.
وتكثفت في الأسابيع الأخيرة الجهود الدولية لإنهاء الحرب، وسط ضغط متزايد من دول الاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة، وعدد من دول الجنوب العالمي، التي تدعو إلى إيجاد تسوية تنهي نزيف الحرب الممتد منذ فبراير 2022، والذي أودى بحياة عشرات الآلاف ودمّر البنية التحتية في مناطق واسعة من أوكرانيا.
ومع انعقاد جولة إسطنبول الجديدة غداً، تتجه الأنظار إلى ما إذا كانت الأطراف ستتمكن من تجاوز الحواجز النفسية والسياسية التي أعاقت المسارات السابقة، أم أن المفاوضات ستبقى رهينة الميدان وتوازنات القوة العسكرية.
أعلنت مشاركتها في مفاوضات إسطنبول.. أوكرانيا تطالب بوقف «كامل وغير مشروط» لإطلاق النار
