متابعات

أكدا أن نادي جدة لليخوت معجزة تكنولوجية.. زوجان بريطانيان لـ(البلاد): المملكة ترسي معيارا جديدا للمرافئ حول العالم

البلاد – جدة
يجوبان محيطات العالم، ويحلمان بميناء آمن ومجهز يزيل عنهما عناء أسابيع من الإبحار الطويل، وهو ما وجداه أخيراً في نادي جدة لليخوت، حيث تجلى التزام الحكومة السعودية بالتميز البحري في كل تفاصيل النادي، ففي إطار رؤية 2030، أعادت السعودية تطوير بنيتها التحتية الساحلية لتصبح من بين الأكثر تطورًا في العالم، ويقف نادي جدة لليخوت شاهدًا مضيئًا على هذا التقدم، وفقاً لما ذكره الزوجان البريطانيان جيم وبيري هولدن في حوار خاص مع “البلاد”، أكدا فيه أن المملكة أرست معيارًا جديدًا للمرافئ حول العالم، بإيجاد أحدث التقنيات وأرقى الخدمات التي تفوق تلك الموجودة في أعرق المرافئ الأوروبية والأمريكية.
بعد ما يقارب ثلاثة أسابيع في عرض البحر، أعرب الزوجان هولدن عن سعادتهما بالوصول إلى نادي جدة لليخوت، واصفين إياه بأنه “أكثر الموانئ تطورًا وترحابًا” ممن زاروها على الإطلاق، مؤكدين أنه من أبرز المميزات التي يتمتع بها غرفة التحكم الحديثة المجهزة بأحدث تقنيات الملاحة البحرية، والتي تُجسد الرؤية المستقبلية التي تنتهجها المملكة في مجال السلامة والكفاءة البحرية، إذ تعتمد أنظمة مراقبة لحظية تضاهي تلك المستخدمة في أبراج مراقبة الحركة الجوية.
وقال جيم معبرًا عن إعجابه: “مستوى التطور هنا لا مثيل له. غرفة التحكم تراقب كل شيء: أنماط الطقس، تحركات السفن، والأمن. الأمر أشبه بمشهد من فيلم خيال علمي. لقد وضعت الحكومة السعودية معيارًا عالميًا جديدًا للبنية التحتية البحرية”.
فيما قالت بيري، ذات الأصول التركية: “يتضح جليًا أن الحكومة السعودية استثمرت بسخاء لجعل هذا الميناء واحدًا من أكثر الموانئ أمانًا وكفاءة في العالم. من الرائع حقًا كيف تمكنوا من دمج التكنولوجيا المتقدمة مع دفء الضيافة العربية الأصيلة لخلق تجربة استثنائية”.

لمسة إنسانية
أكثر ما أثار إعجاب الزوجين هولدن هو الاهتمام الشخصي الذي تلقياه من قبطان الميناء، إذ يقول جيم متعجبًا: “لقد زرنا العديد من المرافئ حول العالم، لكننا لم نرَ قبطان ميناء يبادر بمثل هذا الاهتمام. لقد خرج بنفسه ليرشد يختنا إلى المرسى، وحرص على أن نرسو بأمان. هذا النوع من الضيافة نادر، ويعكس بجلاء مدى التزام المملكة العربية السعودية بالتميز في خدماتها البحرية”. واتفقت معه بيري قائلة: “الأمر لا يقتصر على التكنولوجيا المذهلة، بل يشمل اللمسة الإنسانية. السعوديون يعرفون حقًا كيف يجعلون البحّارة يشعرون وكأنهم في وطنهم. طاقم العمل هنا يتوقع احتياجاتك قبل أن تدركها أنت بنفسك”.
ويرى جيم أن نظام التموين الخاص بنادي جدة لليخوت يستحق إشارة خاصة، موضحاً بالقول: “استطعنا أن نزود يختنا بكل ما نحتاجه للمرحلة التالية من رحلتنا. من الخضروات الطازجة إلى قطع الغيار، كل شيء متوفر في الموقع أو يمكن ترتيبه وتسليمه خلال ساعات قليلة. من الواضح أن الحكومة السعودية فكرت بعناية في جميع احتياجات البحّارة الذين قد يكونون أمضوا أسابيع في عرض البحر”.

معيار ذهبي للمرافئ

بعد أن وفر نادي جدة لليخوت للزوجين ملاذًا فاخرًا بكل المقاييس، إذ يدمج تصميم النادي بين العناصر المعمارية العربية التقليدية والفخامة العصرية، ليخلق أجواء فريدة تحتفي بالتراث السعودي، وتوفر في ذات الوقت جميع وسائل الراحة لمارينا عالمية المستوى، قالت بيري معبرة عن انبهارها: “المرافق هنا بمعايير الخمس نجوم. من خدمات النادي إلى المطاعم، كل شيء مصمم بأعلى مستوى من الجودة. إنه المكان المثالي للتعافي بعد رحلة بحرية طويلة. الحكومة السعودية فكرت في كل شيء – حتى مركز السبا والعافية موجود لمساعدة البحّارة على استعادة نشاطهم بعد عناء السفر”.
وأومأ جيم موافقًا قائلاً: “بعض المرافئ تقتصر على الجانب الوظيفي فقط، أما هنا، فقد تجاوزوا كل التوقعات. السعوديون فكروا في أدق التفاصيل – من الأرصفة

المُصانة بعناية فائقة إلى خدمة الكونسيرج المتوفرة على مدار الساعة. ليس من المبالغة القول إن هذا المكان يمثل المعيار الذهبي للمرافئ على مستوى العالم”.
وأضاف جيم: “دون أدنى شك، هذا أفضل مرسى زرناه على الإطلاق. لقد قامت الحكومة السعودية بعمل مذهل، ولا يسعنا الانتظار حتى نعود إليه مجددًا. لقد أنشأوا هنا شيئًا مميزًا بحق – مزيجًا مثاليًا من الضيافة العربية الأصيلة وأحدث الابتكارات التكنولوجية، مما يجعل الزيارة تجربة في غاية الروعة”. ابتسمت بيري وقالت: “بعد كل تلك الأيام في عرض البحر، الوصول إلى هنا يشبه العودة إلى الديار. لو كانت كل الموانئ مثل هذا المرسى، لكانت رحلة الإبحار حول العالم متعة لا توصف. نادي جدة لليخوت ليس مجرد محطة للتوقف، بل هو وجهة قائمة بذاتها، ودليل حي على التزام المملكة بالتميز في كل ما تقوم به”.

أيدٍ أمينة
أما فيما يتعلق بالأمن، فقد وضعت المملكة معيارًا جديدًا في هذا المجال أيضًا، حيث يستخدم المرسى أنظمة التعرف على الوجوه لتنظيم الدخول إلى مراسي القوارب، مما يضمن أن الأشخاص المخولين فقط – سواء كانوا ملاك اليخوت أو العاملين المصرح لهم – هم من يمكنهم الدخول. ويُدمج هذا النظام مع شبكة الأمن البحري المتطورة في السعودية، موفرًا مستوى غير مسبوق من الأمان للسفن الزائرة. وقال جيم مشيدًا: “هذا أمر يبعث على الطمأنينة بشكل كبير. أنت تعلم أن مركبك في أيدٍ أمينة، والتقنيات المتقدمة تزيل عنك أي عناء غير ضروري. النظام يعمل بسلاسة وكفاءة – تمامًا كما تتوقع من دولة تتصدر المشهد في الابتكار التكنولوجي”. كما قالت بيري: “في بعض الموانئ الأخرى، قد ينتابك القلق من السرقة أو الدخول غير المصرح به، وإن كان ذلك نادرًا. لكن هنا، بفضل هذا النظام المتطور، يمكنك أن تسترخي كليًا، ليس فقط بفضل الإجراءات الأمنية العالية، بل أيضًا بفضل حرص ودقة الطاقم الرائع. لقد نجحت الحكومة السعودية في تحقيق توازن مثالي بين الأمن عالي التقنية والخدمة الإنسانية الراقية”.

التقدم التكنولوجي البحري غير قواعد “لعبة الإبحار”

قال جيم إنه بعد كل هذا الوقت في عرض البحر (3 أسابيع)، لم يعد الإبحار مخيفًا أو مرهقًا، مضيفاً: “قد يكون قلة النوم مزعجًا، لكننا اعتدنا عليه”.
وأضافت بيري: “العزلة قد تكون طاغية للبعض. في الماضي، كان البحّارة يعانون من الشعور بالضجر، لكن بفضل التكنولوجيا الحديثة، أصبح التعامل مع الحياة في البحر أسهل بكثير. وعندما تبحر مع شريكك حول العالم، خاصة حين لا يكون معكما أحد، لا تجد وقتًا للشعور بالملل”.
وأكد الزوجان أن التقدم التكنولوجي البحري قد غيّر قواعد اللعبة بالنسبة للإبحار الطويل، حيث تقول بيري: “اليوم لدينا إنترنت عبر الأقمار الصناعية، مما يتيح لنا البقاء على تواصل دائم مع العائلة والأصدقاء”.
وأشار جيم إلى مجموعات الواتساب والمجتمعات الإلكترونية التي تتيح تكوين الصداقات وتبادل المساعدة وسط البحر. وأضاف “التكنولوجيا الحديثة في الرادارات تجعل السفن قادرة على التواصل ومساعدة بعضها البعض بسهولة”. وأوضح جيم قائلاً: “إنها حقًا مجتمع ودود وسخي. فإذا تعطلت شراع سفينة، أو نفدت إمداداتها، أو احتاجت لإصلاح عاجل، تجد السفن القريبة تبادر إلى تقديم المساعدة بكل أريحية”.

 

“منقذات الزواج”..
أنيس السفر الطويل
عند الحديث عن الحياة على متن القارب، أشار جيم إلى سماعات التواصل الخاصة بهما، والتي يطلقون عليها اسم “منقذات الزواج”. وقال: “عندما تكون محصورًا مع شريكك في مكان ضيق لأسابيع متتالية، قد تؤدي مشكلات التواصل إلى توتر لا داعي له، بل وقد تكون خطرة أحيانًا. هذه السماعات تتيح لنا التحدث مع بعضنا البعض مهما بعدت المسافة بيننا على القارب – إنها حقًا منقذة للحياة”.
ومن الابتكارات الأخرى التي غيرت حياتهم، تقنية تحلية مياه البحر، حيث أصبح بإمكانهم تحويل مياه البحر إلى مياه صالحة للشرب. وعلق جيم قائلاً: “في الماضي، كان نفاد المياه العذبة يشكل خطرًا حقيقيًا. أما اليوم، أصبح بإمكاننا إنتاج مياهنا بأنفسنا. إنه تطور مذهل”.
أما عن الترفيه على متن القارب، فقد أوضحا أن التلفاز الصغير مخصص فقط لزيارات أطفالهما. وقالت بيري: “نادرًا ما نستخدمه بأنفسنا، لكنني أقوم بتحميل بعض المسلسلات من نتفليكس على جهازي اللوحي لمشاهدتها لاحقًا. كما أننا نقرأ كثيرًا”.
وبينما يستعد الزوجان هولدن لخوض المرحلة التالية من مغامرتهما، بات من المؤكد أن نادي جدة لليخوت سيظل واحدًا من أبرز محطات رحلتهما العالمية – نموذجًا مشرقًا لرؤية المملكة في الابتكار والضيافة البحرية. فقد خلقت استثمارات الحكومة في البنية التحتية البحرية عالمية المستوى ليس مجرد مرسى، بل تحفة فنية في عالم الضيافة البحرية الحديثة، وضعت معايير جديدة لمجتمع اليخوت العالمي بأسره.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *