حققت رؤية 2030 نجاحات وقفزات استثنائية نوعية بمقوماتها وبرامجها ــ وطموح مبادراتها التي بلغت (1502) مبادرة، وتسير بخطى واثقة وفق خططها الطموحة التي تتوافق مع تجارب دول حققت نهضة اقتصادية كبرى مثل اليابان وسنغافورة وألمانيا باعتبارها الأنموذج الأعظم في العالم ، ( 9 ) سنوات منذ أن أطلق قائدنا الملهم سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ــ حفظه الله ــ”رؤية 2030″، كان التحول خلالها في البلاد مذهلاً وسريعاً ، وتغيّرت طريقة العمل بشكل جذري، فتغيّرت ثقافة العمل الحكومي بالكامل للوصول نحو الهدف المنشود، وصاحب هذا التغيّر إصلاحات هيكلية وتنظيمية، زادت على (900) إصلاح تشريعي، وخلقت لأجل الهدف أدوات متابعة ومراقبة، شملت متابعة الأداء، ومحاسبة الفساد، ورفع كفاءة الإنفاق مع زيادته، وتحقيق التوازن المالي المستدام، وكانت ولا تزال طموحات الرؤية عاليةً، ونظرتها شمولية ، ولأنها المشروع الأكبر في تاريخ المملكة، فقد احتاجت عملاً جاداً ودؤوباً يجمع بين سعة الأفق والنظر في أدق التفاصيل، وكشف التقرير السنوي للرؤية المباركة أن (93%) من مؤشرات الرؤية حققت مستهدفاتها المرحلية أو تجاوزتها أو قاربت على تحقيقها في العام 2024م ، وأن (85%) من مبادرات الرؤية مكتملة وتسير على المسار الصحيح، وهو ما يعكس حجم الجهود التي بذلت ولازالت ، ويفسر الانجازات والمكتسبات التي قادت الحراك الكبير في كافة المجالات بالمملكة خلال فترة (9) سنوات من العمل الجاد الدؤوب ، والدراسات الموثوقة ، والجهود غير المسبوقة والروح الوطنية العالية ، والتي تطلبت عقودا من الزمان في تاريخ الدول المتقدمة ، وكان أحد أهم أهداف الرؤية تنويع الاقتصاد حتى لا تستمر البلاد في الاعتماد على مصادر دخل محدودة ، وأولوياتها الإيرادات غير النفطية، التي حققت نمواً بنسبة تقدر بـ (171%% ) منذ عام إطلاق الرؤية 2016م ، والتي باتت تمثل ما نسبته (40 %) من إجمالي الإيرادات الحكومية مقارنة بـ ( 27%)عام 2015م ، وقفزت مساهمة الأنشطة غير النفطية في الناتج المحلي الحقيقي منذ إطلاق الرؤية إلى أعلى مستوى تاريخي وهو 51 % ، وهو إنجاز تاريخي غير مسبوق ، ووفقا للتقرير فإن (4) مؤشرات من مؤشرات رؤية المملكة 2030 ــ القابلة للنشرــ للمستوى الأول والثاني تجاوزت مستهدف العام 2030، وتجاوز(24) مؤشر المستهدف المرحلي للرؤية منها مساهمة القطاع الخاص في الناتج المحلي، وزيادة نسبة تملك الأسر السعودية للمساكن، وتحسن جودة الخدمات الصحية، فضلاً عن نمو الأصول المدارة من قبل صندوق الاستثمارات العامة ، وحققت (5) مؤشرات المستهدف المرحلي لها من بينها نسبة الاستثمار الأجنبي وعدد الجامعات السعودية ضمن أفضل (200) جامعة عالميًا ، وقاربت (10) مؤشرات على تحقيق المستهدف المرحلي بنسبة تراوحت بين (85%) إلى (99%) ، لتحقق المملكة (8)مستهدفات من مستهدفات الرؤية قبل أوانها بـ (6) سنوات، هذا في الوقت الذي اكتملت فيه (674) مباردة من إجمالي (1502) مبادرة منذ إطلاق الرؤية، بالإضافة إلى أن الـ (596) مبادرة من المبادرات المتبقية تسير في مسارها الصحيح ، رؤية المملكة جعلتها محط أنظار العالم، فالمملكة اليوم إحدى أبرز الوجهات الاستثمارية في العالم، ويدلل على ذلك النمو المستمر لتدفقات الاستثمار الأجنبي في المملكة، فقد تضاعف نمو الاستثمارات الأجنبية ثلاث مرات، مقارنة بعام 2017، وبلغت قيمة التدفقات الداخلة إلى اقتصاد المملكة 77.6 مليار ريال حتى الربع الرابع من 2024ـ وللحديث بقية.
قفزات استثنائية للرؤية السعودية (1 ـ 4)
