في ظل تراجع محتوى وجاذبية التلفزيون وخاصة عند الأجيال الرقمية الجديدة في مقارنة مع شبكات العزل الاجتماعي والانترنت، هناك قناتان تلفزيونيتان لا تستخدمان الدعاية والإعلان أو الأخبار أو الترفيه إلا إنهما يحظيان بمتابعة قوية هما القناتان التلفزيونيتان اللتان تبثهما إلى العالم على الهواء مباشرة هيئة الإذاعة والتلفزيون بالمملكة العربية السعودية: قناة القرآن الكريم وقناة السنة النبوية.
فقدت الشاشة الضخمة التي تتوسط غرفة الجلوس في منزل العائلة بريقها وأصبحت تبث شكواها صوتا وصورة دون أن يسمعها أو يشاهدها أحد. اختار كل فرد من أفراد العائلة تلفزيونه الخاص وقنواته الخاصة حيث يختار برامجه بنفسه وذلك من خلال تويتر واليوتيوب والتيك توك وسناب شات وبقية التطبيقات من شبكات العزل الاجتماعي، كما يسمونها. فقط قناتان تلفزيونيتان جميلتان تبثهما المملكة العربية السعودية تسجلان نجاحاً باهراً لإعلامنا السعودي في 24 ساعة يومياً من البث الحي المباشر من أطهر بقعتين على وجه الأرض هما مكة المكرمة والمدينة المنورة. لذلك، كان القرار في المنزل أن تتصدر هاتان القناتان الجميلتان المكان والزمان.
تخيّل خواء المنزل عندما تكون إحدى القنوات الترفيهية تبث برامجها وإعلاناتها الموسيقية الراقصة بينما أفراد العائلة منشغلون في هواتفهم الذكية يتابعون برامجهم الخاصة. أليس من الأفضل أن نستبدل هذه الصورة الكئيبة بصوت القرآن الكريم الذي يتهادى بسكينة وهدوء مصاحباً لصورة الكعبة والناس يطوفون حولها في المسجد الحرام في مكة المكرمة منقولاً على الهواء مباشرة على قناة القرآن الكريم، أو سماع أحاديث المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم مصحوبة بصورة حية على الهواء من مسجده في المدينة المنورة على قناة السنة النبوية. لذلك، كان القرار في المنزل أن تتصدر هاتان القناتان الجميلتان قائمة التلفزيون.
من الأفضل أن يتعوّد الكبار قبل الصغار على سماع القرآن الكريم ولو بشكل عرضي من خلال قناة القرآن الكريم أو سماع أقوال خير البشرية وخاتم الأنبياء والمرسلين من خلال قناة السنة النبوية. عندما تغادر الأم صالة التلفزيون لتدبير شؤون المنزل فيمكنها أن تبقي جهازها على صوت إحدى هاتين القناتين الذي لا يكاد يسمعه أحد من فرط هدوئه وانخفاض صوته، بدلا من تركه وصوت الموسيقى الهابطة والبرامج التي لا طائل منها تنشر الفزع والفوضى في جنبات البيت. لذلك كان القرار أن تكون الكلمة العليا في المنزل لهاتين القناتين.
تقول إحصائيات وزارة الإعلام السعودية أنه في شهر رمضان السنة الماضية فقط، كان عدد المشاهدات لهاتين القناتين قد وصل إلى 250 مليون مشاهدة، وأكثر من 12 مليون مشاهد للبث المباشر على منصتي يوتيوب وتويتر. لذلك، من أجل منزل تنتشر في جنباته السكينة والوقار، ابق جهاز الريموت كنترول على هاتين القناتين الجميلتين قدر ما تستطيع فربما تكونان هما الفرصة المناسبة التي يحتاجها طفلك في إنقاذ سمعه وبصره في عصر امتلأ بالضجيج والزيف والفوضى.
khaledalawadh @