قابل الحبيب العلامة أحمد بن حسن العطاس رحمه الله رجلا كثير الوسوسة أثناء الوضوء وفي الصلاة. فدعا ببعر غنم فأخذه ووضعه في جيب الرجل وقال له صل ركعتين قال الصلاة والبعر في كيسي؟ فقال: بعض أئمة الدين يقولون إن بعر المأكول طاهر فصل على هذه الهيئة حتى تبرأ من الوسوسة ومن الإسراف استهلاك الماء.
ومن الناس من يوسوس في عدد ركعات الصلاة. قال الإمام مالك يبني على الأقل ويركع ركعة احتياطية. وقال العلماء من كان كثير الوسوسة فإنه يأتي بهذا الذكر: سبحان الملك الخلاق، الفعال لما يريد، إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد، وما ذلك على الله بعزيز.
ولما طرح أحدهم قضية الوسوسة على شيخي الأستاذ صالح با قلاقل رحمه الله قال غاضبا: يوسوسون في الصلاة ولا يوسوسون في الزكاة. ليتهم بدلا من التكبير بضع مرات عند دخول الصلاة يدفعون زكاتهم مرتين أو ثلاثا، لكن عند الدراهم تجد عقولهم في مكانها لا يعبث بها الشيطان.
ويحكي الدكتور جلال أمين الاقتصادي المصري رحمه الله في مذكراته أن والدته كانت شديدة الوسوسة من العين. قال وذات يوم كنا نحن الأبناء مجتمعين في صالة الطعام فدخل علينا مصلح وابور الغاز. فلما رآنا قال لها دول ولادك فقالت على التو: لا! لا! وخصوصا الواد ده صاحب الشعر الذهبي اللي أمه إيطالية. قال وكان شعري ذهبي اللون. ثم مضت الأيام وخطبت فتاة مناسبة وفيما كنا نستعد للزواج جاءت لزيارتنا أم المخطوبة. وشاء الله أن تتبادل الحديث مع الشغالة فكان مما قالت الشغالة لها: جلال خطيب ابنتك أمه إيطالية. وقد انزعجت أم المخطوبة أشد الانزعاج فقررت فسخ الخطبة معتقدة أننا كذبنا عليهم. إذ ما مصلحة الشغالة أن تقول تلك المعلومة لو لم تكن صحيحة؟ قال ولم نستطع إقناعها بأني جلال بن الأستاذ الكبير أحمد أمين وأمي هي زوجته الوحيدة إلا بشق الأنفس. والله أعلم كيف خرجوا من هذه المعضلة التي تشبه الأفلام الهندية في وسط القاهرة.
وقد شرع لنا ديننا الاستعاذة من شر الشياطين ووسوستهم وكانت سورة الناس في القرآن الكريم خير ختام لهذا الكتاب العظيم المبارك. وورد توجيه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقراءة المعوذتين مع سورة الإخلاص رقية يومية وليلية لاجتناب شرور الشياطين وأمراض النفوس وطوارق الليل والنهار إلا ما كان بخير.
الوسوسة
