محمد بن نافع- جدة
لا تزال الجماهير الاتحادية منقسمة بشكل كبير، تجاه نتائج فريق كرة القدم، رغم تصدره لدوري روشن للمحترفين، برصيد (61) بفارق (4) نقاط عن الهلال الوصيف، وعلى الرغم من تصدر العميد إلا أن الضغوطات تزداد بشكل متسارع على المدرب الفرنسي لوران بلان، خصوصًا في ظل تأرجح نتائجه مؤخرًا، والنزيف النقطي في آخر (4) مواجهات؛ حيث تعتبر السلسلة الأكثر نزيفًا هذا الموسم للعميد قبل أن يضمدها بنقاط الرياض، ضمن منافسات الجولة (25)؛ ليدخل فترة التوقف بهدوء نسبي، قبل معاودة الركض من جديد في دوري صعب، ومنافسين ينتظرون تعثره.
“البلاد” بدورها تسلط الضوء على الإشكاليات، التي يعانيها لوران بلان في مباريات فريقه، وسبب الانتقادات الواسعة التي طالت الفريق الاتحادي بشكل عام، وكيفية إدارته.
بلان.. ضعف في الاختيار وقراءة المباريات
في كثير من المباريات، لا يجيد الفرنسي بلان الدخول بالتشكيل العناصري المناسب، وكذلك الرسم التكتيكي الأمثل، وهو ما يضطره في كثير من الأحيان لتغيير أسلوب لعبه بشكل شبه كلي، مايؤثر على أداء المنظومة داخل الملعب، ومرورها بفترات عصيبة تجعلها تحت الضغط بشكل دائم، ونتج عن ذلك أهداف كثيرة بسبب تباعد الخطوط، أو ضعف الرقابة أو فقدان التركيز لدى المجموعة، أو الأفراد داخل الملعب.
التأخر في اختيار البديل
يُلاحظ أن بلان لا يفضل الزج بالعنصر البديل في كثير من المباريات، التي يعاني فريقه فيها في وقت مبكر، ما يستنزف قدرات الفريق لياقيًا، ويدخله في دوامة فقدان التركيز واللياقة، وبالتالي كثرة الأخطاء، وهو ماحدث في كثير من المباريات، عندما يخسر نقاط المباراة بأهداف في الرمق الأخير، كما حدث في مباراة القادسية، وقبلها الأخدود وأيضًا الخليج.
ضعف المعدل اللياقي
ظهر ذلك واضحًا في آخر (4) مباريات للفريق أمام كل من” الخليج، والأخدود، والقادسية، والرياض” ما انعكس على رتم المجموعة طوال دقائق المباراة، وفقدان السيطرة والاستحواذ، عكس فترات سابقة من الدوري؛ حيث كان الفريق يعطي بشكل متصل ومتواصل، وبنسب مقبولة جدًا إلى عالية كمعدل لياقي.
الإصابات والإجهاد
دخل الفريق الاتحادي في دوامة صعبة جدًا ومؤلمة؛ بفعل كثرة الإصابات وتكرارها، وهو ما يؤكد على وجود خلل كبير في هذا الجانب؛ إما بسبب الضغط اللياقي واستنزاف طاقة اللاعبين وقدرتهم البدنية، بسبب عدم نجاح المدرب في استخلاص عمل تكتيكي وعناصري مناسب من خلال عملية” تدوير” اللاعبين في كثير من المباريات، التي من المفترض أن يكسبها ويضمن نتيجتها، بشكل مبكر، ومن ثم العمل على إراحة الأسماء المهمة، التي تقدم جهدًا كبيرًا؛ حفاظًا على مجهودها، وبالتالي خسارة لاعبين مهمين، قد يصعب تعويض المباريات التي سيفتقدهم فيها الفريق، أيضًا يُلاحظ طول مدة غياب بعض اللاعبين المصابين؛ كما حدث مع الفرنسي موسى ديابي، وحاليًا إصابة الهولندي برجوين، وقبل ذلك غياب ماريو ميتاي وعودته، ومن ثم غيابه من جديد بشكل مطول نسبيًا، وقبل ذلك مهند الشنقيطي وعبدالإله العمري، وهذه إشكالية تؤكد وجود خلل من المدرب، وقد يمتد للأجهزة المساعدة من كادر طبي، وكذلك جهاز الإعداد البدني. كل تلك المحاور والمآخذ على طريقة عمل المدرب والأجهزة المساعدة له؛ وضعت الجماهير الاتحادية في حالة انقسام كبيرة مابين مؤيد لعمل لوران بلان، وقياس كل ذلك بصدارة الفريق وبفارق (4) نقاط عن أقرب منافسيه، مؤكدين أن مايحدث من إصابات وخسارة بعض النقاط طبيعي جدًا، في ظل صعوبة الدوري وقوة المنافسة وضغط المباريات. في حين يرى الفريق الآخر بأن المدرب الفرنسي يتحمل نزيفًا كثيرًا من النقاط كان كفيلًا بأن يوسع الفارق إلى (10) نقاط على الأقل مع أقرب منافسيه، لولا سوء العمل الفني، وكذلك بعض الملاحظات المهمة على الأجهزة الطبية والإعداد البدني كذلك.