البلاد – رام الله
تتوالى المؤشرات على استئناف الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة على غزة، ما لم تطلق “حماس” المزيد من محتجزيه، دون التزامه باستحقاقات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، وينتظر الاحتلال وصول الموفد الأمريكي ويتكوف إلى المنطقة وما ستسفر عنه مباحثاته مع الأطراف الفاعلة، قبل المضي قدمًا في سيناريو التصعيد الدامي.
وطبقاً لقناة “آي 24” الإسرائيلية، أمس (الثلاثاء)، فإن المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) سيجتمع الأحد المقبل على خلفية احتمال استئناف القتال في قطاع غزة.
وقال وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي جدعون ساعر، أمس: “ليس لدينا اتفاق متعلق بالمرحلة الثانية، نطالب بنزع كامل للسلاح من قطاع غزة وخروج حماس وحلفائها في الجهاد الإسلامي وعودة رهائننا”، مؤكدًا “إذا حصلنا على ذلك، يمكننا التوصل إلى اتفاق غداً”.
وزعم ساعر أن “المساعدات الإنسانية أصبحت المصدر الرئيسي لإيرادات حماس في غزة، وأن مثل هذه الأموال تستخدم من قبل حماس لتمويل الإرهاب وإعادة بناء قدراتها”، وتابع “هذا لا يمكن أن يستمر، ولن يستمر”، وذلك في محاولة لتبرير قرار الاحتلال تعليق دخول السلع والإمدادات إلى القطاع المحاصر.
وامتنع وزير خارجية الاحتلال عن التعليق على تقارير عن موعد لاستئناف الحرب في قطاع غزة، واكتفى بالقول: “إذا أردنا فسنفعل”.
فيما جاء رد “الحركة” سريعًا على ساعر، إذ شدد القيادي في حماس، سامي أبو زهري، الثلاثاء، على أن نزع سلاح الحركة “خط أحمر” وأنها لن تقبل بمقايضة سلاحها بإعادة الإعمار ودخول المساعدات، مضيفًا أن “كل حديث حول سلاح الحركة هراء، وأن السلاح خط أحمر لدى حماس وكل الفصائل، ولا يخضع للمساومة وغير مطروح للنقاش أو التفاوض”.
وأعلن نتنياهو في كلمة أمام الكنيست أن إسرائيل لا تنوي التفاوض على المرحلة الثانية لأن “المسافة بيننا وبين حماس.. لا يمكن جسرها”، وأضاف “نستعد للمراحل المقبلة من حرب (النهضة) على 7 جبهات”، وتابع “نقول لحماس إن لم تطلقوا سراح مختطفينا ستكون هناك تبعات لا تستطيعون احتمالها”.
وكرر نتنياهو الحديث عما قال إنه مقترح جديد من المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف للإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين الباقين في قطاع غزة عبر دفعتين.
في الأثناء، نقلت صحيفة هآرتس عن مصدر إسرائيلي مشارك في محادثات اتفاق وقف إطلاق النار في غزة قوله إن زيارة ويتكوف نهاية الأسبوع ربما تنقذ المفاوضات.
وتخطط سلطات الاحتلال لتشديد حصارها على غزة بهدف الضغط على حماس لإطلاق المزيد من المحتجزين الإسرائيليين، وبحسب محطة الإذاعة العامة الإسرائيلية “كان”، فبالإضافة إلى إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات، تعتزم سلطات الاحتلال قطع الكهرباء وإمدادات المياه المتبقية، وإعادة الفلسطينيين في شمال غزة إلى الجنوب، من أجل تمهيد الطريق لاستئناف محتمل لحرب واسعة النطاق.