سليمان أبار.. موهبة سعودية واعدة في عالم الملاكمة

البلاد – جدة
برز اسم الملاكم السعودي سليمان أبار- ابن مدينة جدة- كقوة صاعدة تفرض نفسها بقوة على ساحة الملاكمة في منطقة الشرق الأوسط. فبعد تحقيقه أربعة انتصارات بالضربة القاضية في أربعة نزالات خلال العام المنصرم، أصبح أبار أحد أبرز الأسماء الواعدة في رياضة الملاكمة.

ويستعد حاليًا لافتتاح صالة ملاكمة متطورة في جدة تحت اسم” SGA Boxing Gym” ليؤكد بذلك إسهامه في ازدهار ثقافة الملاكمة بالمملكة العربية السعودية.

رحلة سليمان أبار في عالم الملاكمة بدأت قبل أن يرتدي قفازاته لأول مرة. فقد كان شغوفًا منذ طفولته بمشاهدة الأفلام التاريخية عن الحروب، التي كان يتابعها برفقة والده؛ مثل أفلام “الإسكندر”، و”المصارع”، و”طروادة”. ويستعيد ذكرياته قائلًا:“ هذه الأفلام غرست في داخلي مبادئ الشرف والالتزام، وكانت لها أصداء عميقة في وجداني. رأيت كيف كان هؤلاء المحاربون يسعون لتحقيق أهداف نبيلة، فأردت أن أترجم تلك الروح إلى شيء له معنى في حياتي”.

لم تكتف تلك الأفلام بغرس عقلية المحارب في نفس سليمان، بل زرعت فيه كذلك شعورًا بغاية أسمى. ويضيف أبار بفخر: “بفضل الله، أنا اليوم على أعتاب افتتاح صالة ملاكمة حديثة في جدة. هدفي هو أن أرد الجميل لمدينتي، وأجذب المواهب المتميزة للتدريب في جدة، وأصبح أول ملاكم محترف سعودي يمتلك صالة ملاكمة”.

ينتهج أبار فلسفة “التفكير بعقلية عالمية مع العمل محليًا”، وهو سر من أسرار نجاحه؛ إذ يعتز بجذوره العربية، ويُفاخر بمشاركته في كبرى بطولات الملاكمة في المنطقة؛ مثل بطولة “Rising Stars Arabia” و”Crypto Fight Night” التي تقام في دولة الإمارات العربية المتحدة. وعن هذه المشاركات، يقول:“ إنه حلم تحقق، أن أشارك في بطولات تضع الشرق الأوسط في واجهة رياضة الملاكمة”.

وقد دخل سليمان التاريخ مؤخرًا؛ كأول ملاكم سعودي يخوض نزالًا رئيسًا على مستوى العالم، عندما شارك في النزال الرئيسي لبطولة “Grassroots Boxing” في دبي.

ومن خلال هذه المشاركات، نسج أبار علاقات وطيدة مع زملائه الملاكمين، وتعلم دروسًا قيمة عن الصبر والعمل الجماعي، مشيدًا بدور مرشده أحمد صديقي، الذي يصفه بأنه“ رجل صاحب رؤية ثاقبة ومحفز متميز”.

أما عن تطلعاته للمرحلة المقبلة، فيؤكد أن تركيزه خلال الاثني عشر شهرًا القادمة سيكون منصبًا على المنافسة للفوز بأحد الأحزمة. لكنه يطمح أيضًا لأن تمتد إنجازاته إلى خارج حدود مسيرته الشخصية. ويقول:“ أرغب في أن تكون صالة الملاكمة التي أفتتحها منصة تساعد المواهب السعودية على التطور، وتحقيق أحلامهم الاحترافية. أريد أن أقدم لهم إرشادات من واقع تجربتي، كشخص خاض هذا الطريق وعرف صعوباته”.

ويرى أبار نفسه جزءًا من النهضة المتسارعة لرياضة الملاكمة في المملكة خلال السنوات الأخيرة. ويعقب قائلًا:“ كان بإمكاني أن أستقر في بلد يتمتع بمشهد رياضي متقدم، حيث تنتشر صالات الملاكمة، ويزدهر الاهتمام بهذه الرياضة، لكنني فضلت أن أعود بخبرتي إلى وطني”.

ويضيف مؤكدًا رؤيته:“ أسعى لإنشاء صالة ملاكمة بمواصفات عالمية في جدة، تتيح للرياضيين السعوديين فرصة تطوير مهاراتهم في بيئة احترافية، بما يسهم في رفع مستوى اللعبة في المجتمع”.

ويجسد سليمان أبار أسمى قيم “رؤية المملكة 2030”، التي تسعى لإثبات قدرة السعودية على احتضان وصناعة أبطال عالميين، مع الالتزام بمعايير الجودة الدولية.

ويختتم أبار:“ أنا أبني هذه الصالة الرياضية؛ كي أرد الجميل لجدة، مدينتي الحبيبة. هذه الصالة مخصصة لأصحاب المواهب، ولمن يؤمنون برياضة الملاكمة ويسعون لتحقيق أحلام كبيرة. وعلاوة على ذلك، ستصبح الصالة مركزًا لاستقطاب أبطال العالم والرياضيين المتميزين لإقامة معسكراتهم التدريبية”.

ومن خلال تفانيه في مسيرته الشخصية، وحرصه على تطوير المواهب المحلية، يضع سليمان أبار الأساس لعهد جديد من رياضة الملاكمة في جدة، من شأنه أن يتردد صداه إلى ما هو أبعد من حدود المملكة.