مقالات الكتاب

الهلال.. وفن البقاء في القمة

يبدو أن نادي الهلال هو الوحيد، الذي يتقن فن البقاء في القمة، ويجيد التعامل مع الضغوط والتحديات، دون أن يفقد توازنه؛ فرغم العثرات التي واجهها هذا الموسم، لم يتمكن الاتحاد من استغلال الفرصة لتوسيع الفارق النقطي، والطريق كان مفتوحًا أمامه؛ بل على العكس، تعثر في جميع المباريات التي تلت فوزه المفاجئ على الهلال، وكأن ذلك الانتصار تحول من دافع للاستمرار في المنافسة إلى عبء ثقيل، لم يستطع الفريق التعامل معه، لتكون صدمة فرح لم يستوعبها الاتحاديون.
المشهد لم يقتصر على الهلال والاتحاد، فقد امتدت موجة التراجع إلى بقية فرق المقدمة، مرورًا بالنصر. ووجد الجميع أنفسهم أمام اختبارات صعبة ضد فرق صاعدة من دوري يلو، لكن المفاجآت كانت قاسية، حيث أثبتت هذه الفرق أن لا أحد بمنأى عن السقوط، وقلبت الطاولة على الكبار، لتشعل المنافسة على الصدارة أكثر من أي وقت مضى.
ومع استمرار تذبذب نتائج الفرق الكبيرة، يبدو أن سباق القمة سيزداد تعقيدًا في الجولات القادمة. عمومًا فوز القادسية في مباراته المقبلة أمام الاتحاد قد يعيد رسم ملامح المنافسة، ويدفع بفريق جديد لدائرة الصراع، بينما قد يتوارى آخرون عن المشهد. وهذا ما يجعل الأسابيع المقبلة أكثر إثارة، حيث لم يعد هناك أي ضمان لأي فريق في سباق اللقب، خاصة مع تألق الفرق الصاعدة، التي أثبتت قدرتها على مجاراة الكبار وإحداث الفارق.
وما يزيد المشهد سخونة أن صراع الهروب من مراكز الخطر؛ بات لا يقل شراسة عن التنافس على الصدارة، فأداء الرائد الجيد أمام الاتفاق، وصحوة الفتح، والجدل الدائر حول تأخر النصر عن مباراته أمام الوحدة، الذي يصارع في القاع، كلها عوامل تجعل معركة البقاء لا تقل أهمية عن سباق اللقب. الفرق التي تسعى لضمان مكانها في دوري المحترفين تقدم مستويات قوية، ما يجعل حسابات الجولات القادمة أكثر تعقيدًا، ويؤكد أن الدوري لا يزال في الملعب؛ سواء في المقدمة أو القاع.
في النهاية، يبقى الهلال الأكثر خبرة في الحفاظ على القمة، لكن هل سيتمكن من الاستمرار وسط هذا التنافس المحموم؟ الأيام القادمة وحدها ستكشف الإجابة، أما على الصعيد القاري، فنأمل أن يظهر زعيم آسيا بأفضل مستوياته في المشوار الآسيوي الذي لا يقبل القسمة، والأماني موصولة للنصر والأهلي لمواصلة التحدي القاري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *