مقالات الكتاب

” بين تخبطات جيسوس ورعونة البليهي وكوليبالي”

يُعد نادي الهلال أحد أكبر الأندية في آسيا، فهو كيان رياضي عريق، يمتلك تقاليد راسخة، وإنجازات لا تُحصى، وبحكم مكانته، فإن المنافسة على جميع الألقاب ليست خيارًا، بل التزامًا ثابتًا، يفرضه تاريخ النادي وقاعدته الجماهيرية العريضة. لكن الحفاظ على القمة يتطلب عملًا احترافيًا دقيقًا، لا مجال فيه للعواطف أو المجاملات، خاصة عندما يتعلق الأمر بتقييم أداء اللاعبين، واستقطاب العناصر القادرة على تحقيق الإضافة المطلوبة.
في الموسم الماضي، واجه الهلال تحديات فنية كبيرة، لا سيما في خط الدفاع، وإصابة ميتروفيتش في مرحلة الحسم بدوري أبطال آسيا كانت ضربة موجعة، لكن المشاكل الدفاعية كانت أكثر خطورة. الأخطاء الفردية القاتلة من الثنائي كوليبالي وعلي البليهي، سواء في مواجهة العين الآسيوية، أو نهائي كأس الملك أمام النصر، أظهرت هشاشة الدفاع في اللحظات الحاسمة، وطرد البليهي وكوليبالي في نهائي الكأس كان مثالاً صارخًا على غياب الانضباط الذهني، ما وضع الفريق في موقف لا يُغتفر. ومع ذلك، لم تكن هناك أي مؤشرات واضحة على معاقبة اللاعبين، أو تصحيح هذه الثغرات، ما أدى إلى استمرار الأخطاء الكارثية هذا الموسم. إذا أراد الهلال البقاء على القمة، فعليه إعادة النظر في خط دفاعه بشكل جذري. الفريق بحاجة إلى مدافعين يمتازون بالطول والقوة البدنية، يجيدون الكرات الهوائية، ولديهم القدرة على بناء الهجمة من الخلف بدقة وسلاسة. كما أن عنصر السرعة في التغطية الدفاعية بات أمرًا ضروريًا؛ لمواجهة الفرق التي تعتمد على الهجمات المرتدة السريعة، بالإضافة إلى ذلك، من الضروري التعاقد مع رأس حربة يتميز بالسرعة والقدرة على التسجيل بكلتا قدميه ورأسه، إلى جانب جناح قادر على تقديم الإضافة الهجومية وصناعة الفرص. الهلال لا يمكن أن يعتمد فقط على الأسماء الكبيرة، دون النظر إلى الأداء الفعلي داخل الملعب، والأكيد أن بناء فريق قوي يبدأ من تشكيل لجنة فنية متخصصة تناقش المدرب، وتساعده في اتخاذ قرارات تصب في مصلحة الفريق، بعيدًا عن أي حسابات غير فنية، المدرب جيسوس رغم خبرته، بحاجة إلى توظيف اللاعبين وفق متطلبات كل مباراة، لا أن يعتمد على أسلوب ثابت، بغض النظر عن المنافس.
مع المنافسة على أكثر من بطولة، بما في ذلك الدوري، والسوبر، ودوري أبطال آسيا، فإن الهلال مطالب بتعزيز دكته بأفضل العناصر المحلية، ليكون لديه البديل الجاهز في أي لحظة؛ فالنجاح لا يتحقق بالاجتهاد وحده، بل بالتخطيط الدقيق واتخاذ القرارات الصائبة، والهلال كيان لا يقبل أنصاف الحلول.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *