اجتماعية مقالات الكتاب

الدرعية: ابتدينا واعتلينا

كتب رئيس التحرير: عبدالله الحارثي

قبل أيام مضت، كانت الدرعية تحتضن مباحثات قطبي العالم” أمريكا وروسيا”، وقد يتبادر إلى الذهن.. لماذا هذا المكان تحديدًا في العاصمة الرياض، يأتي الجواب: تلك هي عاصمة الدولة السعودية الأولى، لكن هناك ما هو أعمق من هذا وذاك.
الدرعية لم تكن مجرد مكان، أو محافظة في شمال الرياض، بها معالم تراثية؛ بل كيان أسس، ليحقق الوحدة والاستقرار والازدهار، ليس في تلك البلدة الصغيرة- آنذاك- بل في الجزيرة العربية؛ إذ انطلقت منها” السعودية” بهمة وعزم وشجاعة رجال، وشكلت منعطفًا تاريخيًا منذ ثلاثة قرون مضت، وباتت اليوم رمزًا وطنيًا وحضاريًا وسياسيًا بارزًا، ليس في تاريخ المملكة- فحسب- بل في تاريخ العالم.
هذا القصر الكبير” الدرعية” تحول قبل ربع قرن من مبنى تراثي إلى أفخم القصور الفاخرة في العالم، فيه تعقد القمم والمشاورات، وتحل الأزمات، وأصبح حاضنًا للسلام، ومخرجاته صارت حديث العالم، وتتناقله القنوات والوكالات.
عندما نستحضر هذا التاريخ العريق ليوم التأسيس، الذي تحتفي فيه بلادنا بهذه الذكرى العظيمة؛ ذكرى تاريخ تأسيس الدولة السعودية، التي أسسها الإمام محمد بن سعود؛ نردد نحن السعوديين: ابتدينا واعتلينا.. قد يتساءلون.. لماذا يوم التأسيس، وهم لا يعرفون أن تاريخ السعودية كبير، ويحتاج إلى كتب ومجلدات ومؤرخين؛ عليهم فقط أن يتمعنوا في شعار هذا اليوم، وسيجدون أنه أوجز ملامح التاريخ العريق، والهوية الراسخة والتراث والأصالة، وفيه دلالات تنبع من الإرث والمجد، وتتناغم مكوناته من واقع دولة حفرت اسمها في خارطة العالم.
في هذا اليوم، يحق لنا أن نفخر ونتفاخر ببلدنا العظيم “السعودية”، مهبط الوحي، وقِبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم، بلد الأمن والأمان والرخاء والسلام، بلد فيه قادة حكماء حولوا تلك الصحارى إلى كيان حضاري عظيم، تتجه صوبه الأنظار من كل حدب وصوب، ورسخوا مكانة المملكة في كافة أنحاء العالم، ونحن كسعوديين، نلمس تلك الإنجازات، التي تحققت بدعم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ومتابعة حثيثة وجهود مضنية يبذلها سمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان؛ صانع السلام والتغيير والتأثير، الذي يثق قادة وزعماء العالم في شخصه وحكمته وحنكته، ورؤيته الثاقبة؛ لاستقرار المنطقة والعالم، ونزع فتيل الأزمات؛ لما تحظى به المملكة، من ثقل سياسي ودبلوماسي واقتصادي؛ فقد حول- حفظه الله- بوصلة العالم صوب الرياض برؤية طموحة، تتحقق أهدافها يومًا تلو الآخر، ولأنها السعودية ستبقى أيقونة التقدم والازدهار، وما تحقق فيها من منجزات يصعب حصرها، ويطول الحديث عنها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *