الدولية

قمة ترامب وبوتين المرتقبة بالرياض.. دبلوماسية عالمية لترسيخ السلام

البلاد – جدة
تتجه أنظار العالم إلى المملكة، بعد التوافق الأمريكي – الروسي على استضافتها أول لقاء بين الرئيسين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين، في إطار جهود دبلوماسية مكثفة لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
وقال الرئيس ترامب: “سنلتقي على الأرجح في السعودية لأول مرة”، مرشحًا المملكة لتكون مكانا للقاءٍ مرتقب مع نظيره الروسي بوتين، لمناقشة سبل التسوية السياسية بين روسيا وأوكرانيا.
جاء ذلك بعد ساعات من مكالمة هاتفية أجراها ترامب مع بوتين، اتفقا خلالها على إطلاق مفاوضات سلام حول أوكرانيا، تلاه اتصاله بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
ورغم أن ترامب لم يحدد الموعد بشكل قاطع، إلا أنه قال” سيكون في المستقبل القريب”، بل ذهب إلى القول إن “سمو ولي العهد سيشارك أيضًا في الاجتماع”، أيضًا لم يحدد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف موعدًا، لكنه قال إن “الجانبين اتفقا على أن الرياض قد تكون المكان المناسب للّقاء”.
وعقد ترامب وبوتين لقاءاتهما في الماضي بالعاصمة الفنلندية هلسنكي وفي أوساكا اليابانية على هامش قمة مجموعة العشرين، وهذه المرة، قدّمت عدة دول نفسها كمواقع محتملة لهذه القمة، بحسب تقارير صحفية، إلا أن الثقل السياسي للمملكة، ومصداقية ونشاط صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وتأثيره الكبير في تشكيل السياسات الإقليمية والدولية، فضلًا عن علاقات سموه المتوازنة مع الطرفين؛ كل هذا جعل المملكة مكانًا مناسبًا للاجتماع.
وتقوم المملكة خلال السنوات الماضية بدور نشط ورئيسي في الدبلوماسية العالمية، لحل النزاعات والتقريب بين الدول وترسيخ السلام، ونجحت مؤخرا في التوسط لتبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا، ما أكسبها ثقة الطرفين والعالم، وتوسطت المملكة في صفقة تبادل للسجناء أفرجت روسيا بموجبها عن المدرس الأمريكي، مارك فوغل، بعد سجنه لأكثر من 3 سنوات، مقابل مواطن روسي محتجز في الولايات المتحدة، و”كان لسمو ولي العهد دور فعال في إطلاقه”، كما قال المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف. وكذلك استقبلت السعودية كلا من بوتين وزيلينسكي في مناسبات عدة، وسعت للتوصل إلى حل يفضي إلى سلام دائم بين البلدين، واستضافت لهذا الغرض اجتماعًا في مدينة جدة لممثلي 40 دولة عام 2023.
وداومت المملكة على الحياد طوال الحرب الروسية الأوكرانية، حيث امتنعت بوضوح عن الانضمام إلى الغرب في انتقاد روسيا ومعاقبتها، كما حافظت على اتصالات منتظمة مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. عطفًا على ذلك، أعلنت المملكة في وقت سابق، عن تقديم حزمة مساعدات إنسانية لأوكرانيا بمبلغ 400 مليون دولار، ووقع مركز الملك سلمان للإغاثة اتفاقيتَي تعاون مشترك لتقديم مساعدات طبية وإيوائية للاجئين من أوكرانيا إلى الدول المجاورة، مع منظمة الصحة العالمية والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بقيمة عشرة ملايين دولار أمريكي، مناصفة بينهما.
بدوره أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في عام 2023 أنه يقدم الامتنان إلى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لمساعدته في تنظيم أكبر عملية تبادل أسرى بين الولايات المتحدة وروسيا منذ الحرب الباردة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *