إحدى مشاكل الإعلام الرياضي؛ هي استمرار وجود إعلام الماضي (بفكره وممثليه)؛ فالرياضة السعودية بدأت مرحلة انتقالية شاملة خلال العقد الحالي خلال 5-8 أعوام، على جميع الأصعدة من إعادة تشكيل للوزارة، والاتحادات، والاستضافات العالمية، والنقلة الرياضية النوعية أو بمعنى آخر International Exposure الانفتاح/ التعرض العالمي.
صاحب هذه النقلة تحول لوجستي وعملي واتصالي كبير في كل القطاعات، ماعدا الإعلام الرياضي، الذي إن كان به حراك، فهو حراك بطيء جدًا، ويعود السبب في ذلك لتشبث عقليات كانت تمثل المشهد الرياضي إعلاميًا منذ فترة الثمانينات بالمشهد بكل ما أوتيت من قوة، ويساعدها في ذلك القنوات والبرامج الرياضية، فهؤلاء تعودوا على مرحلة مختلفة (اتصاليًا وإعلاميًا) فقد كانوا يكتبون مقالًا، ثم يسلمونه للصحيفة، ليتم نشره بدون الأخذ في الاعتبار التغذية الراجعة، أو تأثيره سلبًا أو إيجابًا(على الصحيفة والقارئ) أو صحة المعلومة من عدمها؛ لذلك تجد الكثيرين منهم الآن ينشرون/ ويتحدثون بمعلومات وأخبار مكذوبة، لاهثين خلف المشاهدات والمتابعات، أو أطروحات سخيفة يخجل ذو العقل السديد أن يفكر بها، فما بالك بأن يطرحها كوجهة نظر، وأخيرًا تنصيب أنفسهم كمحامين أو مدافعين عن النادي، أو اللاعب (إعلام الأندية) وكل ذلك أصبح جليًا باتساع دائرة التواصل من خلال البرامج، ووسائل التواصل الاجتماعي.. ولكن لماذا ما زالوا يتصدرون المشهد؟
الجواب هو الطرف الآخر في المشكلة، وهي القنوات والبرامج الرياضية؛ حيث إن آخر ما تهتم به، جودة وصحة المعلومة، ولكن الأهم هو التفاعل والوصول بأي طريقة؛ ولذلك يلجؤون إلى أسهل طريقة، وهي توزيع الاستضافات بحسب الانتماء للنادي (المحاصصة) أو بأشد الآراء تطرفًا، والذي بالطبع يصاحبه بالطبع المشاهدات، في المقابل أجد مثالاً لقنوات/ شبكات رياضية ساهمت من خلال برامجها في تعزيز الصورة الرياضية والإعلامية لدولها؛ مثل ما قدمته وتقدمه شبكات” beIN ” في قطر، و“ESPN” في الولايات المتحدة الأمريكية، و“Sky Sports” في إنجلترا.
في النهاية، أجد نفسي أمام نتيجة حتمية بأن الإعلام الرياضي (تفرق دمه بين القبائل) وأعني بذلك عدم وجود أية جهة تهتم، أو تُعنى بجودة مخرجاته؛ رغم ما يشكله من أهمية؛ كدرع واقٍ أو رأس حربة للنقلة الرياضية العظيمة، التي تقوم بها المملكة العربية السعودية.
بُعد آخر.. المنتدى السعودي للإعلام أصبح حدثًا ننتظره سنويًا، وكإعلامي رياضي، أتمنى أن تتسع مخرجاته بدرجة أكبر من مجرد ندوات ومحاضرات، ولكن لخارطة طريق أو خطط عمل لتطوير الإعلام الرياضي.
@MohammedAAmri