في كل زمن يولد أشخاص يحملون مشاعل النور، يضيئون الطريق لغيرهم، ويدفعون بعجلة الفكر إلى الأمام. بالنسبة لي، رتيل الشهري هي واحدة من هؤلاء القلائل. إنها بطلتي، والصوت الذي كنت أتمنى وجوده حين كنت في عمرها. أتابع ما تنشره من أفكار ومحتوى، وأجد فيها انعكاسًا لما كنت أبحث عنه عندما كنت طفلًا، وحيدًا في عالم لم يكن الإنترنت فيه متاحًا كما هو اليوم، ولم يكن هناك من يرشدني أو يساعدني على توسيع آفاقي سوى الكتب والمكتبات، حيث كانت كل معلومة ثمينة، وكل كتاب نافذة إلى عالم جديد.
لكن اليوم، في عالم مليء بالمعلومات، ترتقي رتيل بعمل مختلف، عمل يتجاوز مجرد مشاركة المعرفة، إلى تعزيز الفضول المعرفي، وهو ما أعتبره أساس النهضة الفكرية والإبداعية. فهي تحفز عقول الأطفال والشباب على التساؤل، الاستكشاف، والبحث، وهي بذلك تضع حجر الأساس لجيل جديد من المفكرين والمبدعين والمخترعين. وكما قال العالم ألبرت أينشتاين: “الخيال أهم من المعرفة، لأن المعرفة محدودة، أما الخيال فهو غير محدود.” الفضول يقود إلى الخيال، والخيال بدوره يفتح الأبواب للإبداع والابتكار، وهذا بالضبط ما تفعله رتيل.
عندما أنظر إلى إنجازاتها في هذا العمر الصغير، أشعر بالفخر العميق، بل وأجد نفسي أتعلم منها. لقد حققت ما لم أستطع تحقيقه في عمرها، ليس فقط من خلال إنتاج المحتوى، بل في شجاعتها، طريقتها في التعبير عن أفكارها، ورغبتها في إحداث فرق حقيقي. إنها تجسِّد المستقبل الذي أؤمن به، المستقبل الذي يقوم على تحّفيز العقول، وتمّكين الشباب، وإتاحة الفرصة لهم ليكونوا روادًا في مجالاتهم.
لهذا، لا أخاف على الجيل الذي فيه رتيل، بل أشعر بالطمأنينة والأمل. فهي ليست مجرد صانعة محتوى، بل هي رائدة فكرية صغيرة، تبني جسورًا بين المعرفة والخيال، وتحمل شعلة التغيير لجيل بأكمله. وأنا مؤمن بها وبمستقبلها، وأتطلع لرؤية أثرها يكبر ويتسع، ليصنع فرقًا حقيقيًا في هذا العالم.
لا أخاف على جيل فيه “رتيل الشهري”
![](https://albiladdaily.com/wp-content/uploads/2024/09/محمد-باحارث.jpg)