مقالات الكتاب

«صافرة التحكيم والصراع بين الهلال والاتحاد»

يبقى التحكيم محور جدل كبير في الكرة السعودية، ولا يبدو أن الأمور قد اختلفت كثيرًا هذا الموسم. ففي مشهد يعيد للأذهان ما حدث قبل موسمين، تعرض الهلال لأخطاء تحكيمية واضحة في مواجهاته الحاسمة، كان أبرزها أمام الشباب، حيث حُرم الفريق من ركلة جزاء مستحقة للبرازيلي ميشيل، وكادت قدمه أن تقطم. المباراة أُديرت آنذاك بصافرة محلية بقيادة طيب الذكر ماجد الشمراني، ولم يتدخل حكم الفيديو المساعد لتصحيح الخطأ، ما أثار استياء الهلاليين. وتواصلت الأخطاء في لقاء الطائي حتى سلم الزعماء الراية البيضاء، ما أدى إلى تأثير واضح على مسار الفريق في المنافسة.

في ذلك الموسم، كان الهلال ينافس بقوة على اللقب، لكن الأخطاء التحكيمية ساهمت في تركه الصراع للاتحاد، فيما كان النصر يلاحقه، ومع اقتراب الحسم، لجأت إدارة العميد للاستعانة بحكام أجانب لإدارة مبارياته الحاسمة، وهو ما ساعد الاتحاد في تأمين اللقب دون أخطاء تحكيمية مؤثرة ضده، واليوم يبدو المشهد متشابهًا إلى حد كبير، حيث يحتدم الصراع بين الهلال والاتحاد مجددًا، لكن مع فارق واضح، إدارة الهلال كعادتها فضّلت اللجوء إلى حكام أجانب لمبارياته الحاسمة، بينما وُكلت معظم مباريات الاتحاد لأطقم تحكيم محلية.

في ظل هذا الوضع، ظهرت بعض الأخطاء، التي أجمع المحللون التحكيميون على بدائيتها، كان أبرزها في لقاء الاتحاد والخلود، حيث احتُسبت ركلة جزاء مثيرة للجدل، استفاد منها العميد وسجل هدف التعديل قبل نهاية الشوط الأول، وعاد لجو المباراة بعد أن كان متأخرًا بهدفين دون رد. هذا يطرح تساؤلاً مشروعًا.. لماذا لا تجلب لجنة الحكام للأندية المتنافسة على اللقب حكامًا أجانب مؤهلين لإدارة مبارياتهم، حتى يتم نزع فتيل التأويلات والشبهات؟ وجود صافرة أجنبية ذات كفاءة عالية قد يكون الحل الأمثل لضمان عدالة المنافسة، خاصة في المواجهات المفصلية؛ كحال التي تجمع الفرق الكبيرة.

على الجانب الآخر، فإن الهلال لا يواجه فقط إشكالية التحكيم، بل هناك تحديات فنية تحتاج إلى معالجة عاجلة، الجماهير كانت تترقب من الشركة المسؤولة عن إدارة الفريق جلب لاعبين على مستوى عالٍ، خاصة في مركزي قلب الدفاع والهجوم، لكن التعاقد الوحيد الذي أُبرم كان مع جناح برازيلي من فئة المواليد، لم يُحدث الفارق المأمول حتى الآن. في المقابل، ظل الدفاع الهلالي نقطة ضعف واضحة؛ إذ استقبل الفريق عددًا كبيرًا من الأهداف، ما ينذر بخطورة الموقف، خصوصًا مع اشتداد المنافسة في الجولات الحاسمة. الهلال بحاجة ماسة إلى تعزيز خط دفاعه بلاعبين متمكنين؛ فالتحديات القادمة تتطلب قوة دفاعية تُعزز فرص الفريق في مواصلة المنافسة. ورغم القوة الهجومية التي يتمتع بها، فإن الحفاظ على شباكه نظيفة سيكون مفتاحًا مهمًا لحسم اللقب، ومع استمرار الجدل التحكيمي، يبقى الأمل في أن تكون المنافسة عادلة، بحيث يُحسم الصراع داخل المستطيل الأخضر، بعيدًا عن الأخطاء التحكيمية التي قد تؤثر على مصير البطولة، في منافسات دوري يقوده نخبة من النجوم العالمية، ويتابع من وسائل إعلام عديدة وعشاق للمستديرة من كل الأقطار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *