تعدّ رحلة الابتعاث فرصة ثمينة للطلاب لتحقيق طموحاتهم الأكاديمية والمهنية، إلا أن مبتعثي اللغة يواجهون تحديات كبيرة في ظل المتطلبات الصارمة والتوقيتات المحددة للقبول في برامج الدراسات العليا. ومع صدور قرار مجلس الجامعات بمنح سنة واحدة فقط لاستكمال مرحلة اللغة دون إمكانية التمديد، باتت هذه التحديات أكثر تعقيداً، خاصة للطلاب الذين لم يتمكنوا بعد من تحقيق درجات مقبولة في اختبارات اللغة مثل الآيلتس أو التوفل. وتجدر الإشارة إلى أن بعض المبتعثين لم يسبق لهم الابتعاث الخارجي لمرحلة الماجستير، ممّا يجعل هذه التجربة الأولى أكثر صعوبة وتعقيداً، حيث يحتاجون إلى وقت أطول للتأقلم مع البيئة الأكاديمية والثقافية الجديدة.
أحد أبرز المشكلات التي يواجهها مبتعثو اللغة هو أن توقيتات القبول في الجامعات غالباً ما تكون ثابتة وغير مرنة، ما يضعهم أمام مأزق ضرورة تحقيق متطلبات القبول في وقت قصير، أو اللجوء إلى تأجيل أو إنهاء البعثة. هذا الواقع يفرض حاجة ماسة إلى حلول أكثر شمولاً ومرونة. من المقترحات التي يمكن أن تخفف من هذه التحديات هو إطلاق برنامج إلزامي لدعم اللغة الإنجليزية يستهدف المبتعثين الذين يواجهون صعوبة في تحقيق الدرجات المطلوبة. يمكن أن يتم تصميم هذا البرنامج ليُدرج ضمن جدولهم الدراسي بمعدل مادة واحدة في كل فصل دراسي، ممّا يتيح لهم تطوير مهاراتهم اللغوية بشكل تدريجي ودون أن يؤثر ذلك على مسارهم الأكاديمي.
إلى جانب ذلك، يمكن اعتماد تمديد استثنائي مؤقت لمدة تتراوح بين أربعة إلى ستة أشهر، يتيح للمبتعثين استكمال متطلبات القبول. هذا التمديد يجب أن يكون مشروطاً بالالتحاق ببرامج تدريبية مكثفة لضمان تحقيق الفائدة المرجوة. من شأن هذه الحلول المقترحة أن تسهم في تخفيف الضغوط النفسية على المبتعثين، خاصة أولئك الذين يخوضون تجربة الابتعاث الخارجي لأول مرة لمرحلة الدكتوراة، وتقليل احتمالات تأجيل أو إنهاء البعثة، مع تعزيز فرصهم في تحقيق أهدافهم الأكاديمية.
في نهاية المطاف، إن نجاح برامج الابتعاث يعتمد على توفير الدعم اللازم للطلاب، وتقديم حلول واقعية تعكس تفهماً للتحديات التي يواجهونها، مما يضمن تحقيق التوازن بين الطموحات الفردية والسياسات المؤسسية.
drsalem30267810@