اجتماعية مقالات الكتاب

الحديث مع النفس

نتأثر في مسيرة حياتنا بعدد من العوامل النفسية، والتي تتكون عبر التكوينات البنائية في كل المراحل العمرية المختلفة، لتكون الأسس النفسية الشخصية في حياتنا الحسية والحركية والعقلية والعاطفية والاجتماعية، ومايحدث من تفاعلات وخبرات في بناء الشخصية النفسية، مؤثرة من خلال الخبرات والصعوبات والتحديات والإيجابيات والسلبيات التي نتعرض لها .

والتي لها تأثير في تحقيق النفس السوية المطمئنة، لذلك، تحتاج أنفسنا أحيانا كثيرة للحديث معها ومحاسبتها لتنقيتها وتصفيتها وتنظيفها من كلّ الشوائب والتأثيرات النفسية التي علقت بها .

فالحديث مع النفس علاج روحي له إيجابيات كثيرة ولعل منها الثقة والاطمئنان والارتقاء إلي أفكار جديدة ذاتيه عليا تبعث وتعزز في النفس السعادة والبهجة والسرور وحب الخير لكل الناس من تعاملنا معهم او لم نتعامل او نعرفهم، وذلك لأن الكل مقدم على الفرد ولايحدث ذلك غالبا إلا بالحديث مع النفس ومحاسبتها ومعالجتها ايجابياً مما علق بها من تأثيرات اليوم الماضي وذلك من أجل حياة أفضل ليوم الغد والمستقبل، والشاهد أن القول الإيجابي المفيد بالكلمة الطيبة مع النفس يعزز أصلها الثابت ويرتقي بفرعها الي السماء وتكون له صدقة السرّ.

لذلك، التسامح مطلب نفسي من أجل بناء النفس المطمئنة بمخرجاتها المتزنة في القول والفعل والتأثير الإيجابي في مسيرة الحياة فالكلام معجزةً الإنسان في بناء ذاته وشخصيته في كل جوانبها ومهاراتها وخبراتها ، وتأكيدا لذلك أن الكلام الإيجابي له تأثيره في الحياة اليومية للإنسان وتكلم ليراك الآخرين ولتمثل شخصية السلام والأمآن والاطمئنان والسعادة لشخصيتك المحبوبة بنفسها السوية .

ولكن وفي مقابل النفس الإيجابية، هناك من يحدث نفسه حديثا سلبيا مبني على الوساس
والنفس الأمارة بالسوء والشر فتجده يحتفظ بكل مخلفات مايتعرض له في مسيرة حياته من سلبيات ويحدث بها نفسه، ويذكرها بما حدث له
من أخطاء وتجاوزات يوميه لينميها ولتشكل عفن نفسي له تأثيره على كل أعضاء الجسد .
لذلك، الحل يكمن في تنظيف النفس بصفة مستمرة وعاجلة مما علق بها ورميها في صناديق المخلفات وذلك من أجل حياة مطمئنة نظيفة من التشوُّهات النفسية والبصرية والعقلية، وصولاً الي الحياة المطمئنة الخالية من كل أنواع الضجيج الانفعالي.

Leafed@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *