قبل نحو خمسة عقود (إبّان الحرب الاهلية اللبنانية)، كتبت أطروحة عن أوضاع لبنان آنذاك، لأحد فصولي الدراسية أثناء التحضير للماجستير في جامعة ولاية كاليفورنيا في ضاحية (اورانج كاونتي) بمدينة فولرتون.وكان عنوان الاطروحة: الأغنياء والفقراء في لبنان.
وكان موضوع الأطروحة مقال نشرته صحيفة لبنانية آنذاك : أنه وفيما كانت ثلة من سياسيي لبنان الأغنياء، يجتمعون في فندق فينيسيا علي البحر، ويتأهبون لتناول وجبة عشاء فاخرة وساخنة، نقلت بالطائرة من مطعم ماكسيم (أشهر المطاعم الفرنسية)، لقي لاجئ فلسطيني مصرعه، بينما كان يبحث في منفي (القمامة) عن لقمة يأكلها! عندما ألقت إحدى سيارات النفايات بحمولتها عليه ليلقي مصرعه علي الفور.
واليوم، وبعد خمسة عقود، لازال لبنان (مكانك سر) إن لم يكن أسوأ، فالطغمة الفاسدة تضاعفت ثرواتها، في حين حل الفقر على الشعب اللبناني، ونهبت ثرواته. فما ذكرته أحد مواقع التواصل الاجتماعي: يمتلك بعض السياسيين اللبنانيين ثروات تتجاوز مئات المليارات من الدولارات، في حين لا يجد بعض اللبنانيين حتى قوت يومهم! ونهبت حتى إيداعاتهم بالبنوك اللبنانية، بما يؤكد حاجة لبنان لجيل سياسيي مسؤول، وجديد، يقضي على الفساد المستشري في لبنان بكل مقوماته ، ويشمل كل مناحي الحياة.
وقبل أيام، إنعقد البرلمان اللبناني لانتخاب رئيس للجمهورية بعد خلاف سياسي بين ساسة لبنان وبرلمانييها استمر لأكثر من عامين، في تجاهل واضح للدستور اللبناني والوضع السياسي والعسكري والاقتصادي المتدهور في لبنان، الذي عانى ولازال من حرب ضروس ذهب أليها بغير ارادته، بل جُرَّ إليها جراً، وكلفته الكثير من الدمار لاقتصاده ولبنيته التحتية.
آن الأوان أن يتسلم الحكم في لبنان، عهد جديد، وجيل سياسي وبرلماني، يؤدي إلى إنعاش الاقتصاد اللبناني، ويقضي علي الفساد المستشري في لبنان بشكل غير مسبوق، وفق أُطر الطائف، بما في ذلك اعتماد دستور جديد يمحو الطائفية، ويحمي حقوق الأقليات في البلد.
والأمل كبير في الرئيس المنتخب العماد جوزيف عون ، ليحقق آمال لبنان واللبنانيين والأمة العربية.
• كاتب رأي
ومستشار تحكيم دولي
mbsindi@