تنبيه.. العنوان ليس انتقاصًا من هذه المهنة الشريفة، أو غيرها؛ ولكن جرت العادة أن يوصف الشخص محل الوصف في هذا الموضوع- للأسف- بهذه الصفة، وهذه دعوة لكل من يستخدم هذا الوصف في حالة مشابهة أن يتوقف عن ذلك.
جوستاف لوبون، في كتابه” سيكولوجية الجماهير”، تناول خصائص الجماهير وميلها لتغيير آرائها بشكل سريع ومتطرف؛ بسبب طبيعتها العاطفية والإيحائية، التي تجعل آراءها تتغير بشكل مفاجئ من الإعجاب الشديد إلى الرفض التام، أو الكراهية في وقت قصير جدًا، خاصة إذا تغيرت الظروف أو تعرضت لمعلومات جديدة، ورغم سياق لوبون السياسي إلا أننا نستطيع أن نطلق هذه الصفة الجماهيرية في جميع المجالات.
الأسبوع الماضي تنافس المدربان لوران بلان، وجورجي جيسوس في لقاء مثير انتهى بانتصار الأول، ولو عدنا إلى بداية الموسم لوجدنا كمية كبيرة من الأحكام، التي أطلقت على بلان؛ لعل أبرزها عنوان هذا المقال، بسرعة كبيرة بدون الأخذ في الاعتبار أي عوامل أو رؤى فنية، ومنح الرجل الوقت لمعرفة الطريقة الأمثل للتعامل مع هذه الأدوات، ومن ثم تعود اللاعبين على هذا الأسلوب، وإخراج أفضل ما لديهم، وذلك الأمر يعتمد على خبرة المدرب وأسلوبه، ومهارات وقدرات اللاعبين، وطبيعة الأسلوب.
ولا أريد أن أصدمك إن قلت: إن كل ذلك قد يستغرق موسمًا كاملًا، ولكننا نريد أن ننتقد كل شيء مع ضياع كل هجمة، وفي الطرف الآخر جيسوس الذي خلق فريقًا قويًا، صعب أن تصف جماليته، وحقق الكثير من الأرقام، فبمجرد أن هبط مستوى الفريق وخسر مباراة، حتى سُلّت السكاكين، بمجرد الخسارة أمام الاتحاد، بل إن الإعلام والجماهير الهلالية وسعت الدائرة مطالبة برحيل لاعبين وإحضار أسماء جديدة.
في هذا الزمن التقني البحت، لا يمكنك اعتبار البشر(روبوتات). لكي تصدر أحكامك بشكل صحيح، لابد من تستوعب الكثير من العوامل ذات العلاقة بالموضوع، ولا أُكثر اللوم على الجماهير، ولكن الإعلامي لابد أن يكون أكثر وعيًا من ذلك.
بُعد آخر.. طريقة تسديد محمد كنو لضربة الترجيح هي طريقته الدائمة. من الصادم أن أحدًا لم يُخبره أو يُوجهه أن لا يعتمد هذه الطريقة في التسديد؛ لتكون طريقته الدائمة!