هل نفضت عنك غبار الماضي ، هل رتبت أولوياتك ، هل حددت الأهم ثم المهم ، هل حذفت من جوالك الداتا الزائدة ، هل تسامحت مع الناس وتصالحت مع نفسك ، هل وضعت خططاً ثابتة ، هل نفذت ما قررت فعله ، هل ابتعدت عن القيل والقال وكثرة السؤال؟ ، إذا كان الجواب لا ، فإنك بلا شك تعاني الارتباك، وغارق في مستنقع الفوضى الفكرية والجسدية والروحية، وسوف لن يهدأ لك بال لأنك لم تعش جودة الحياة .
يحكى أن شخصاً من الناس كان يقود سيارته ومتجهاً إلى أحد المراكز الطبية للكشف عن صحة والدته المريضة، وفي الأثناء جاءه اتصال على جواله من أحد زملاء العمل، ولأنه لم يدرك أهمية الوقت وهدف الرحلة ، فقد أطال مدة المكالمة، وتاه في تفاصيلها فأضاع الطريق ، وخسر الموعد مع الطبيب المعالج ، ولم يتمكن من انهاء مهمته الانسانية التي خرج لأجلها. كم هو مؤلم أن يعيش أفراد الأسرة الواحدة حالة الفوضى والاختلاف ، وما يصاحبها من تسلط وعناد ، الأمر الذي ينعكس سلباً على تربية الأطفال فيضعف ثقتهم بأنفسهم ويحطم القدوة ، وكم هو مشوه للبصر رؤية المنازل مكركبة، والأولاد يعبثون في أثاثه يمنة ويسرى ، وكم هو محرج للفرد أن يبحث عن أوراقه الثبوتية وهو في صدد مهمة مستعجلة، ولم يجدها. وكم هو وباء على البلاد والعباد حين تُبتلى بالحروب، وتغرق بالأزمات فتفقد استقرارها السياسي ويتدهور بناها الاقتصادي، وكم هو معيق للتطور والنهوض ، حين نكدس المهام ونتباطأ في الانجاز. وكم هو فشل في التخطيط حين لا نملك مهارة إدارة الوقت ولا نضع الحلول البديلة.
عزيزي القارئ : كن رشيقاً وأحدث التغيير، كن شريكاً أساسياً في نجاح طفلك، ساعده على الانتظام والبقاء منظماً، لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد، لا تملأ حياتك بأكثر ما تستطيع إدارته، نقي ذاكرتك من شوائب التكنولوجيا، لا تقعد مسترخياً وتتمنى فعل هذا أوعمل ذاك ، بل اعقد العزم وتوكل على الله ، وتذكر على الدوام دقة النظام الكوني وعظمة الخالق في قوله تعالى : ” لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ، ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون ” ، وتذكر أيضاً العبارات التي يطلقها الانسان وتميزه عن باقي المخلوقات ، مثال : ( تنسيق الأفكار ، ترتيب المهام ، أناقة البيوت ، تجميل الحدائق ، تنظيم السير ، إتقان الأعمال ، عدالة الأحكام ، سماحة النفس ، أمن البلاد ، استقرار الاقتصاد ،انضباط السلوك.. ) ، والتي هي نقيض للفوضى (chaos ) وأنظمة شريعة الغاب .
bahirahalabi@