بطولة التصاريح.. إحدى الصفات التي تطلق على بطولة الخليج لكرة القدم” خليجي 26″، وقد لا توجد بطولة خلت من تصريح تسبب في بلبلة أو تصاعد للأحداث بين الجماهير والإعلام، وحتى اللاعبين، ولكن في بعض الأحيان تكون أكثر التصاريح جدلاً هي التي تأتي كنتيجة للإخفاق، بمعنى آخر (منّا وفينا).
أداء المنتخب السعودي خلال البطولة كان مليئًا بالكوارث الفنية للمدرب رينارد، الذي ذكرت في عدة مرات بأن الخطأ في عودته يساوي التأخر في التعاقد مع مدرب للمنتخب، ومن ثم التعاقد مع مانشيني، والحقيقة أيضًا أنني لم أكن أعتقد أن هناك الجديد أو المفيد من الممكن أن يقوله الأستاذ ياسر المسحل، الذي صرّح بنقاط بها الكثير من الغرابة، خاصة عندما ذكر أن لدينا جيلًا جديدًا، والعديد من الغيابات، بين 10 أو 11 لاعبًا، للإصابة أو الإيقاف؛ كون المباريات خارج أيام الفيفا للمحترفين مثل سعود وفيصل، كما أن المنتخب العماني أخذ يوم راحة أكثر، ومن ثم ختم بأن جميع ما ذكره ليس عذرًا، وأنه يتحمل كامل المسؤولية!
نحن نتحدث عن 3 لاعبين فقط محترفين في أوربا، وعن غياب لاعبين أصيبوا جميعًا بدون تدخلات، بل إن بعضهم دائم الإصابة، ولا زال رينارد يستدعيه، وهو الذي ارتكب في هذه البطولة كمًا كبيرًا من الكوارث، بدءًا من الاستدعاءات والتغييرات خلال المباريات، وكأنه يريد العيش على الأطلال بمجموعة لاعبين يسميهم الرئيس بالجيل الجديد، بينما الجيل الجديد مثل أبو الشامات، والعمار، والصانبي، والسنيور، وغيرهم من لم يتم استدعاؤهم، بل وصلنا إلى أن نلقي باللوم على يوم الراحة!
الحقيقة.. نحن نريد من الاتحاد السعودي لكرة القدم أن يتحمل- ليس فقط المسؤولية- التي تتعلق بالالتزام والتنفيذ السليم، بل أن يتحمل التبعات، التي تأتي كنتائج للعمل الاستباقي (المسؤولية) والتعامل معها بعد وقوعها.
بُعد آخر.. قد نختلف في الطريقة التي يجب التعامل بها مع الموقف، فقد أرى أنه لابد من إجراءات استباقية عنيفة؛ كإقالة رينارد وتعيين صالح المحمدي، أو وجوب جلوس رئيس اتحاد القدم وناصر لارجيت مع رينارد، ومساءلته في اختياراته، وطريقة لعبه والوصول لخطة قصيرة المدى تتعاطى مع المباريات المتبقية، إن أردنا التأهل لكأس العالم.