اجتماعية مقالات الكتاب

أهلا بالعالم في السعودية (3-3)

استقبلت السعودية خلال عام 2024 عدد 6 قمم، وزارها 100 زعيم من شتّى أنحاء العالم ، وبذلك رسخت ريادتها عربيًا وإسلاميًا ودوليًا في استضافة القمم والمؤتمرات الدولية، فأضحت منارةً للحوار، ومنصّةً لصنع القرارات، وأنموذجًا يحتذى به ويُشار إليه بالبنان في كل محفل حول العالم ، وما يميز هذه الإنجازات أنها جاءت وسط رحلة تنموية شاملة شهدتها وتشهدها المملكة، في ظل رؤية 2030 التي وضعت أسسًا واضحة لبناء مستقبل مشرق وبنية تحتية متينة ومتطورة للمملكة، فنحن نعيش الآن منجزات هذه الرؤية المباركة، فالمملكة باتت خلال السنوات القليلة الماضية، بوصلة للأحداث الرياضية الإقليمية والعالمية سواء المتعلقة بكرة القدم أو بالرياضات الأخرى، مثل: كأس العالم للأندية، وبطولات السوبر الإيطالي والإسباني، والبطولة العربية، وكذلك عدد من المباريات الودية الدولية، والسوبر الأفريقي والمصري، وغيرها من الأحداث الرياضية المرتبطة برياضات أُخرى بخلاف كرة القدم، كجائزة فورمولا (1)، ورالي داكار، وفورمولا إي، وسباق إكستريم إي، فضلاً عن إقامتها لبطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية، التي شارك فيها نخبة من اللاعبين حول العالم، كما وتمتلئ أجندة المملكة الرياضية خلال السنوات المقبلة بالأحداث الرياضة الكُبرى كاستضافتها لكأس آسيا ودورة الألعاب الآسيوية، ودورة الألعاب الشتوية، على التوالي ، ويأتي تنظيم الحدث الرياضي الأكبر عالميًا، ليس مجرد تنظيم لبطولة رياضية، بل هو خطوة ذات آثار اقتصادية متنوعة، بل وتتخطى ذلك إلى مكاسب كُبرى للبلاد المستضيفة سواء خلال سنوات الاستعداد للمونديال أو سنوات ما بعده ، وسيكون لكأس العالم تأثير مباشر في الصناعات والقطاعات التقليدية والجديدة وتأثير دائم طويل الأمد على القطاع السياحي، فسوف يؤدي استقبال ملايين الزوار الدوليين إلى زيادة الإيرادات من خلال الإنفاق المتوقع بأن يتجاوز الـ 80 مليار ريال على تذاكر المباريات وعلى الإقامة والطعام والنقل، ممّا يحفز توسع الاستثمار الأجنبي المباشر في البلاد ، وبذلك يمكن القول أن تنظيم المملكة لكأس العالم 2034م، ليس مجرد حدث رياضي عادي، بل هو مشروع وطني ضخم يهدف إلى تحقيق تحول اقتصادي واجتماعي طويل الأمد، من خلال التحضيرات الاستراتيجية التي تشمل تطوير البنية التحتية، وتعزيز التنوع الاقتصادي، وفتح آفاق جديدة للاستثمار، ستمكن المملكة من تعزيز مكانتها بين أكبر اقتصادات العالم، كما ستمثل هذه البطولة نقطة انطلاق نحو تحقيق أهداف الرؤية، والتي ستكون فعالة في رفع تحسين جودة الحياة وتحقيق الاستدامة الاقتصادية للمملكة.
ويشرفني في هذه المناسبة العظيمة أن أختتم مقالي بكلمات قائدنا الفذ الملهم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله – “إن فوز المملكة بحق استضافة هذا المحفل الكروي العالمي، يأتي ضمن ثمار التقدم والتطور الكبير الذي يشهده القطاع الرياضي على الأصعدة كافة، بما يتماشى مع المستهدفات الرياضية في رؤية المملكة 2030م، والتي أسهمت في تحقيق قفزات نوعية استثنائية، انعكست على المجتمع المحلي ورياضة واقتصاد المملكة على حد سواء”
وأيضا قولته المأثورة ” نحن لانحلم .. نحن نفكر في واقع يتحقق “

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *